كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

والمجرور يرفع الفاعل كما سيأتي فِي الفاعل.
وقرئ بتشديد {لَمَّا}، فتكون (إن) نافية، و (لمَّا): بمعنى (إِلَّا)، وهو كثير.
وأشار بقوله: (ورُبَّما استغنِيَ عنها) إِلَى أَن هذه اللّام الدّاخلة للفرق بَينَ المخففة والنّافية قد يستغنَى عنها؛ كما إِذا كَانَ المحل غير صالح للنفي، كقولهِ:
أنَا ابْنُ أُباةِ الضَّيْمِ مِن آلِ مالِكٍ ... وإِنْ مالكٌ كَانَتْ كِرامَ المعَادِنِ (¬١)
فلا يحتاج أَن تقول: (لكانت كرام المعادن)؛ لأنَّ النّفي هنا لا معنَى لهُ؛ إِذ القصد مدحهم وأنهم كرام المعادن.
وكذا: لا لبس فِي: (إن وجدت اللَّه لطيفًا بعباده).
فإِن شئت .. ذكرتها أو حذفتها.
وسيبويه والأخفش الصّغير وابن الأخضر: أَن هذه اللّام الفارقة لام ابتداء.
والفارسي: أنها للفرق فقط.
---------------
(¬١) التخريج: البيت للطرماح في ديوانه ص ٥١٢، والدّرر ٢/ ١٩٣، والمقاصد النّحوية ٢/ ٢٧٦، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣٦٧، وتخليص الشّواهد ص ٣٧٨، وتذكرة النّحاة ص ٤٣، والجنى الدّاني ص ١٣٤، وشرح ابن عقيل ص ١٩١، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٣٧ وهمع الهوامع ١/ ١٤١.
اللغة: الأباة: جمع الأَبِيَّ، وهو الممتنع عن الشِّيء. الضّيم: الظّلم. كريم المعدن: كناية عن كرم الأصل.
المعني: يفخر الشِّاعر بقومه آل مالك الذين لا يقبلون الظّلم، وأنهم كانوا من أصل كريم.
الإِعراب: أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. ابن: خبر المبتدأ مرفوع بالضّمة، وهو مضاف. أباة: مفضاف إِليه مجرور بالكسرة، وهو مضاف. الضّيم: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. من: حرف جر. آل: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف حال من الخبر. مالك: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. وإِنْ: الواو حرف عطف، إِنْ حرف مشبه بالفعل مخفف من إِنّ المشددة، غير عامل. مالك: مبتدأ مرفوع بالضّمة. كانت: فعل ماض ناقص. واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. والتّاء للتأنيث. كرامَ: خبر كَانَ منصوب بالفتحة، وهو مضاف. المعادن: مضاف إِليه مجرور بالكسرة.
وجملة (أنا ابن أباة الضّيم): ابتدائية لا محل لها. وجملة (إِن مالك): معطوفة على الجملة السّابقة. وجملة (كانت كرام المعادن): في محل رفع المبتدأ.
الشَّاهد: قوله: (وإِن مالك كانت كرام المعادن)؛ حيث خفف إِنّ، وأهمل عملها، فلم تنصب.

الصفحة 533