كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

(عَضَّ) مقصودًا به المضي أَو الأمر.
بخلاف المكسورة؛ فإِنها تشبه الأمر فقط؛ نحو: (جِدَّ) بكسر الجيم.
ولَا يفسر ضمير الشّأن إِلَّا بجملة علَى ما سبق؛ سواء حذف أَو ذكر؛ نحو: {وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ}.
وأَجازَ الكوفيون: أَن يفسر بمفرد؛ نحو: (أنه زيد).
وأَجازَ البصريون تذكيره وتأنيثه مطلقا.
والأحسن: أَن يؤنث مع المؤنث؛ نحو: {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ} {فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ}.
ويذكر مع المذكر؛ نحو: (إنه زيد قائم).
ويضعف: (إنه هند قائمة)، و (إنها زيد قائم).
ويجوز الوجهان مع الظّرف؛ نحو: (إنه عندك جارية)، و (إنها عندك جارية).
ومنع الأخفش والفراء وقوعه مبتدأ.
والصّحيح: أنه يقع مبتدأ؛ كما فِي: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} علَى إعرابٍ فِي الآية الكريمة.
ومنع الفراء أيضًا وقوعه في باب (كَانَ)، وسبق ذكره فِي بابها.
والَّذي نص عليه الشّيخ رحمه اللَّه فِي "شرح الكافية": أَن ضمير الشّأن يعمل فيه أَن وأخواتها، وَكَانَ وأخواتها، وظننت وأخواتها.
ومن أمثلته: (كَانَ اللَّه أحد)، علَى أَن الضّمير مستتر فِي (كَانَ).
ويستكن أيضًا فِي باب (كاد)؛ كقولِهِ تعالَى: {مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ}.
وقد حذف مع (إنَّ) المشددة المكسورة فِي قوله عليه الصّلاة والسّلام: "إن من أشد النّاس ... " كما سبق ذكره، ونحو قولِ الشّاعرِ:
إِنّ مَن يَدْخُلِ الكَنِيسَةَ يَوْمًا ... يَلْقَ فيها جَآذِرًا وظِباءَ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت للأخطل في خزانة الأدب ١/ ٤٥٧، والدّرر ٢/ ١٧٩، وشرح شواهد المغني

الصفحة 541