كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

أَي: (كأنه قَدْ ألما)، فحذف الاسم وهو ضمير شأن.
وإِذا خففت (لكنْ) وجب إهمالها؛ لشبهها حينئذ بالعاطفة، فأجريت مجراها فِي عدم العمل.
وعن يونس: إعمالها.
وقيده القواس بضمير الشّأن، فتكون الجملة بعدها خبرًا، فَلَا تعمل فِي الظّاهر بعدها.
وفي القرآن: (ولكنِ اللَّهُ قتلهم) برفع الاسم الكريم فِي قراءة التّخفيف.
وعن الأخفش أيضًا إعمالها.
وقد عملت فِي ضمير الشأن مشددة، في قولهِ:
وَمَا كُنتُ مِمَّن يَدْخُلُ الْعِشْقُ قَلبَهُ ... وَلَكِنَّ مَن يُبصِرْ جُفُوَنكِ يَعشَقِ (¬١)
أي: ولكنه، والجملة بعدها فِي موضع الخبر.
ولَا يكون التّخفيف فِي (لعل)، ولَا (ليت).

تنبيه:
إِذا دخلت (ليت)، أَو (لعل) علَى مبتدأ مقرون خبره بالفاء .. حذفت الفاء؛ لأنَّ ما بعد الفاء خبر محتمل للصدق والكذب، وما بعد (ليت)، و (لعل): لا يحتملهما؛ لأنَّ معنَى الابتداء تغير بدخولهما، بخلاف بقية نواسخ الباب، ولهذا تثبت فِي قوله تعالَى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ}.
وقول الشّاعر:
---------------
(¬١) التخريج: البيت من الطويل، وهو للمتنبي في ديوانه ٢/ ٤٨؛ والأشباه والنظائر ٨/ ٤٦؛ ومغني اللبيب ١/ ٢٩١.
والمعنى ظاهر.
الشاهد: قوله: (ولكنَّ من يبصر)؛ حيث عملت (لكنَّ) في ضمير الشأن، والجملة بعده في موضع خبر.

الصفحة 555