كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

أَي: لها ذنوب، فَـ (لَا): زائدة، و (غطفان): قبيلة، و (الذَّنوب) بفتح المعجمة: الدّلو.
ومن الثّاني: قول بعض العرب: (جئتُ بِلَا زادَ) بفتح الدّال.
ويجوز بقاء العمل فِي نحو: (جئت يوم لا حرَّ ولَا بردَ).
وقد يجر مضافًا إِليه أَو يرفع.
ومن شروط إعمالها:
* أَن يكونَ المنفىِ بها الجنسُ علَى سبيل الاستغراق والتّنصيص.
فإِن قصد بها نفي الوحدة، أَو نفي الجنس لا علَى سبيل التّنصيص .. لم تعمل عمل (إنَّ) بَلْ تلغى، أَو تعمل عمل ليس.
---------------
وهو من قصيدة للفرزدق يهجو فيها عمر بن هبيرة الفزاري.
وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٣٧، والأشموني: ٢٩٠/ ١/ ١٤٩، وهمع الهوامع: ١/ ١٤٧، والدرر اللوامع: ١/ ١٢٧، والخصائص: ٢/ ٨٧، وخزانة الأدب: ٢/ ٧٨، وديوان الفرزدق: ٢٨٣.
اللغة: غطفان. اسم قبيلة. لام اللوم: العذل والتعنيف. أحسابها: جمع حسب، وهو ما يعده الإنسان من مفاخر أصوله.
المعنى: لو لم يكن لغطفان ذنوب وأعمال مخزية .. للاموا عمر الفزاري على تعرضه لنا، ولكنهم يعلمون أنهم مذنبون، ولذلك امتنع لومهم.
الإعراب: لو: حرف شرط غير جازم. لم: نافية جازمة. تكن: فعل الشرط غير الجازم مجزوم بـ (لم). غطفان: اسم تكن الناقص. لا: زائدة. ذنوب: اسم لا. لها: متعلق بمحذوف خبر لا. وجملة لا ذنوب لها: في محل نصب خبر تكن. إذًا: حرف جواب واقع في جواب لو. للام: اللام واقعة في جواب الشرط غير الجازم، تفيد التوكيد. لام: فعل ماضٍ. ذوو: فاعل لام مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وهو مضاف. أحسابها: مضاف إليه، وها: مضاف إليه ثانٍ. عمرا: مفعول به، والألف: للإطلاق.
الشاهد: (لا ذنوب لها)؛ حيث وقعت (لا) زائدة في البيت، وإعمالها عمل إن؛ ومعلوم أن لا الزائدة، تأتي في الكلام لمجرد تأكيد نفيه وتقويته؛ فحُكْمُ عملها عمل إن في البيت شاذ، ولا يقاس عليه؛ وأما وجوه زيادتها في الشاهد؛ فإن المقصود ثبوت الذنوب لـ (غطفان)؛ وهذا مستفاد من نفي النفي المعلوم من (لو)؛ التي تدل على امتناع شرطها، ومن (لم) التي أعقبتها؛ ونفي النفي إثبات؛ ولهذا فـ (لا) لم تفد شيئا؛ ولذا، حكم بزيادتها. وانظر شرح التصريح: ١/ ٢٣٧، وحاشية الصبان: ٤/ ٢.

الصفحة 558