كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

فعلَى الإلغاء تقول: (لا رجلٌ قائمٌ) علَى المبتدأ والخبر.
وعلَى الثّاني: (لا رجلٌ قائمًا).
وإِذا قصد بها نفي الوحدة .. يحسن أَن يقال معها: (بَلْ رجلان).
* ومنها: أَن يكونَ اسمها نكرة وخبرها كذلك.
وإِنما منعوا كون اسمها معرفة؛ لقصدهم أَن يكونَ لنفي الجنس، والَّذي يدل علَى الأجناس: إِنما هو النّكرات.
وقيل: لأنه جواب (هل من رجل؟) فلما سئل عن نكرة .. كَانَ الجواب كذلك.
* ومنها: أَن لا يفصل بينها وبين الاسم.
فإِن فصل .. أهملت إجماعًا؛ لضعف مرتبتها عن (إنّ).
وكذا إن اقترنت بمعرفة.
وحينئذ يجب التّكرار عند غير المُبَرد وتلميذِهِ محمد بن كَيْسان، فيكون الاسم مُبتدأ.
ومن الفصلِ قولُه تعالَى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ}.
وتقول: (لا زيد فِي الدّار ولَا عمرو).
وترك التّكرار للضرورة فِي قولِ الشّاعرِ:
بَكَتْ جَزعًا وَاسْترجَعَتْ ثُمَّ آذنَتْ ... رَكَائِبُها أَنْ لَا إِلينَا رُجُوعُها (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت بِلَا نسبة في خزانة الأدب ٤/ ٣٤، والدّرر ٢/ ٢٣٣، ورصف المباني ص ٢٦١، وشرح المفصل ٢/ ١١٢، والكتاب ٢/ ٢٩٨، والمقتضب ٤/ ٣٦١، والمقرب ١/ ١٨٩، وهمع الهوامع ١/ ١٤٨.
اللُّغة: الجزع: الخوف. استرجعت: طلبت الرّجوع من الرّحل لصعوبة فراق الأحبة. آذنت: أعلمت. الرّكائب: المطي.
المعنى: يصور الشّاعر جزع محبوبته الَّتي فارقته وبكاءها واسترجاعها لفراقه. قال البغدادي في الخزانة: جعل تهيؤ الْإِبِل للرّكوب عَلَيْهَا كأنّه إِعلامٌ مِنْهَا بالفراق. وَفِي إِسْنَاد الإِيذان للرّكائب دونَ الحبيبة أمرٌ لطيف لَا يخفى حسنه.
الإِعراب: بكت: فعل ماض، والتّاء: للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. جزعًا: مفعول لأجله، أو مفعول مطلق، أو حال، تقديره: جازعة منصوب. واسترجعت: الواو: حرف عطف،

الصفحة 559