كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

فتقول: (ألا رجل ولا رجال في الدار) ببناء على الفتح كما ذكر.
وقيل: بني لتركيبه مع (لا) تركيب خمسة عشر.
وصحح ابن عصفور: الأول، قال: لأن ما بني لتضمنه معنى الحرف أكثر مما بني لتركيبه مع الحرف.
والزجاج والسيرافي والكوفيون: أنه معرب استصحابًا لنحو: (لا صاحب بر) كما سبق؛ لأن خبره معرب، ولو عرض له بناء .. لكانت حركت البناء غير حركة الإعراب كضمة كما في قبل وبعد عند عروض البناء لهما.
قالوا: وإنما حذف تنوينه تنبيهًا على ضعف عمل (لا)، وانحطاطها عن درجة (إنَّ).
ومن المثنى والجمع المذكر قولهُ:
تَعَزَّ فَلا إِلْفَينِ بِالعَيشِ مُتِّعَا ... ................. (¬١)
---------------
اللغة: يذود: يمنع ويدفع. سبيل: طريق. هند: اسم محبوبته.
المعنى: أخذ يدفع الناس، ويمنعهم عنها بسيفه، ويقول: ألا إنه لا طريق للوصول إلى هند، فإني سأذود عنها وأدافع بحد الحسام.
الإعراب: ألا: أداة استفتاح وتنبيه. لا: نافية للجنس. من: زائدة للاستغراق. سبيل: اسم لا مبني على فتح مقدر، منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. إلى هند: متعلق بالخبر المحذوف. الشاهد: قوله: (ألا لا من سبيل)؛ حيث ظهرت (من) الاستغراقية بعد لا النافية للجنس؛ وفي هذا دليل على أنها، إذا لم تذكر مع الاسم؛ فهو متضمن معناها؛ ولهذا اختار ابن عصفور أن سبب بناء اسمها على الفتح كونه متضمنًا معنى من الاستغراقية؛ وعلل ذلك بأن تركيب الاسم مع الحرف قليل؛ وأما البناء لتضمن معنى الحرف فكثير.
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ولكنْ لِوُرَّاد المنُونِ تَتَابعُ
وهو بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠، وتخليص الشواهد ص ٣٩٥، والدرر ٢/ ٢٢٢، وشرح التصريح ١/ ٢٣٩، والمقاصد النحوية ٢/ ٣٣٣، وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
اللغة: تعز: أي تصبر وتجلد. الإلفان: مثنى الإلف، وهو الصاحب. الوراد: جمع الوارد، وهو الشارب. المنون: الموت.
المعنى: يقول: تصبر إذا ما أصابتك مصيبة بفقد إلفك، فسنة الحياة ما إن يتمتع إلفان فيها حتى يفرق الموت بينهما، فيأخذ أحدهما ثم يلحقه الآخر.
الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: للتعليل أو للتفريع، لا:

الصفحة 561