كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

فإِن جيء بنعت ثان .. أجري مجرى النّعت الأول فِي الرّفع والنّصب، لا فِي البناء؛ لأنه لا يبنى أكثر من شيئين؛ نحو: (لا رجلَ ظريف كريم).
وأما الثّاني من نحو: (لا ماءَ ماء باردًا) .. فهو صفة للأول؛ لأنَّ الاسم إِذا وصف .. صحَّ أن يوصف به؛ نحو: (مررت برجلٍ رجل عاقل).
ويجوز فيه الأوجه الثّلاثة كما فِي: (لا رجل ظريف).
وليس فِي باردًا البناء.
وقيل: إن (ماء) الثّاني: توكيد.
ورده ابن هشام.
ويجوز الرّفع والنّصب فِي البدل إن صلح أَن يجعل محل المبدل منه؛ نحو: (لا أحد فيها رجلًا) أو (رجل).
فإِن لم يصلح .. وجب الرّفع؛ نحو: (لا أحد فيها زيدٌ) برفع (زيد) وجوبًا.
وكذا عطف النّسق؛ نحو: (لا أحد فيها ولَا زيدٌ) بالرّفع أيضًا.
وقوله: (مفردًا): أصله صفة لقوله نعتًا؛ لأنَّ المعنَى: (والنّعت المفرد افتحه)، فقدم عليه، وجعل (مستقلا) وهو مفعول بـ (افتح)، و (نعتًا) حينئذ: بدل منه.
وقوله: (لمبني): صفة لـ (نعتًا)، و (يلي): صفة ثانية.
ولَا يمتنع كون ما بعد الفاء عاملًا فيما قبلها هنا؛ لأن هذا ونحوه: كقولك: (زيدًا فاضرب)، وهو علَى تقدير: (أما زيدًا فاضرب).
وقيل غير ذلك؛ كما سيأتي مبسوطًا فِي الاشتغال.
واللَّه الموفق
ص:
٢٠٢ - وَغَيْرَ مَا يَلِي وَغَيْرَ الْمُفْرَدِ ... لَا تَبْنِ وَانْصِبْهُ أَوِ الرَّفْعَ اقْصِدِ (¬١)
---------------
(¬١) وغير: مفعول مقدم على عامله، وهو قوله: (لا تبن) الآتي، وغير مضاف. وما: اسم موصول: مضاف إليه. يلي: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى ما، والجملة لا محل لها صلة ما. وغير: الواو عاطفة، غير: معطوف على غير السابقة، وغير مضاف. والمفرد: مضاف إليه. لا: ناهية. تبن: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وانصبه: الواو عاطفة، انصب: فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، والفاعل

الصفحة 576