كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وهذا مذهب المصنف وأبي عثمان المازني وتلميذه المبرد.
وذهب الخليل وسيبويه: إِلَى أَن (ألَا) هذه بمنزلة: (أتمنَى)، فَلَا خبر لها.
أَو بمنزلة: (ليت) فَلَا يراعَى محلها مع اسمها بل يتبع اسمها علَى اللّفظ فقط، ويبنَى الاسم معها لا غير.
فقولُ الشّاعر:
أَلَا عُمرَ وَلَّى مُسْتَطَاعٌ رُجُوعُهُ ... ................. (¬١)
علَى القول الأول: يكون (مستطاع): خبرها، و (رجوعه): نائب الفاعل.
وعلَى الثّاني: تكون (ألَا) بمنزلة (أتمنَى)، فـ (مستطاع رجوعه): مبتدأ وخبر علَى التّقديم والتّأخير، والجملة: فِي موضع الحال؛ أَي: أتمنَى عمرًا ولى
---------------
(¬١) صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَيَرْأَب مَا أَثْأَتْ يَدُ الغَفلَاتِ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في تخليص الشّواهد ص ٤١٥، والجنى الدّاني ص ٣٨٤، وخزانة الأدب ٤/ ٧٠، وشرح التّصريح ١/ ٢٤٥، وشرح شواهد المغني ص ٨٠٠، وشرح ابن عقيل ص ٢٠٨، وشرح عمدة الحافظ ص ٣١٨، ومغني اللّبيب ص ٦٩، ٣٨١، والمقاصد النّحوية ٢/ ٣٦١.
اللغة: ولى: ذهب وأدبر. رأب الصدع: أصلحه. أثأى: أفسد.
المعنى: يقول: ليت أيام العمر الماضية تعود لتصلح ما أفسدته غوائل الأيام.
الإِعراب: ألا: الهمزة للاستفهام، ولا: النّافية للجنس. عمر: اسم لا مبني في محل نصب. ولى: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. مستطاع: خبر لا مرفوع. رجوعه: نائب فاعل لمستطاع مرفوع، وقيل: مستطاع خبر مقدم للمبتدأ. رجوعه: مبتدأ مؤخر وخبر (لا) محذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. فيرأب: الفاء: فاء السّببية. يرأب: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. والمصدر المؤول من (أن) وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السّابق، فهو مثله في محل رفع. ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به. أثأت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث: يد: فاعل مرفوع، وهو مضاف. الغفلات: مضاف إِليه مجرور.
وجملة: (ألا عمر ... ): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولى): في محل نصب نعت عمر. وجملة (مستطاع رجوعه): في محل نصب نعت عُمْرَ. وجملة (يرأب): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإِعراب. وجملة (أثأت ... ): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب.
الشَّاهد: قوله: (ألا عُمرَ) حيث أريد بالاستفهام مع لا مجرد التّمني وهذا كثير.
وفي توجيه الشاهد وإعرابه أقوال أخرى ذكرها الشارح في المتن.

الصفحة 580