كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

فِي حال رجوعه؛ كقولك: (أتمنَى زيدًا أمير أبوه).
أَو تكون بمنزلة (ليت)، فـ (مستطاع): خبر، و (رجوعه): نائب الفاعل؛ أَي: ليت عُمرًا ولى مستطاع رجوعه؛ كقولك: (ليت زيدًا مضروب عبده).
ويجوز كون (مستطاع رجوعه): صفة ثانية، والخبر محذوف لفساد المعنَى.
والكثير قصد التّوبيخ بها والإنكار؛ كقولهِ:
ألَا ارْعِوَاءَ لِمَنْ وَلَّتْ شَبِيبَتُهُ ... ................. (¬١)
وقد يستفهم بها عن النّفي خاصة؛ كقوله:
ألَا اصْطِبَارَ لِسَلمَى أَمْ لَهَا جَلَدُ؟ ... ................. (¬٢)
---------------
(¬١) صدر بيت من البسيط، وعجزه: وآذنَتْ بمَشيبٍ بَعدَهُ هَرَمُ
التخريج: البيت بِلَا نسبة في تخليص الشّواهد ص ٣١٤، والدّرر ٢/ ٢٣٢، وشرح التّصريح ١/ ٢٤٥، وشرح شواهد المغني ١/ ٢١٢، وشرح ابن عقيل ص ٢٠٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٣١٩، ومغني اللّبيب ١/ ٦٨، والمقاصد النّحوية ٢/ ٣٦٠، وهمع الهوامع ١/ ١٤٧.
اللغة: الارعواء: الرّجوع. ولت: ذهبت، أدبرت. آذنت: أعلمت. المشيب: هنا الشّيخوخة. الهرم: أقصى الكبر.
المعنى: يقول: ألا يرتدع عن الطّيش وقبائح الأعمال ذلك الذي ولى شبابه، وداهمه الشّيب، وأعلمه بالشّيخوخة ودنو الأجل؟!
الإِعراب: ألا: الهمزة للاستفهام، لا: نافية للجنس. ارعواء: اسم لا مبني على الفتح. لمن: جار ومجرور متعلقان بخبر لا المحذوف. ولت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث. شبيبته: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإِضافة. وآذنت: الواو حرف عطف، آذنت: فعل ماض، والتّاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. بمشيب: جار ومجرور متعلقان بآذنت. بعده: ظرف زمان منصوب متعلق بخبر مقدم للمبتدأ وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. هرم: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة: (ألا ارعواء): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولت): صلة الموصول لا محل لها من الإِعراب. وجملة (آذنت): معطوفة على جملة ولت. وجملة (بعده هرم): في محل جر نعت مشيب.
الشَّاهد قوله: (ألا ارعواء)؛ حيث دخلت همزة الاستفهام على (لا) النّافية للجنس، وبقيت هذه عاملة في حين أنها أفادت التّوبيخ والإِنكار.
(¬٢) التخريج: صدر بيت وعجزه: إِذَا لَقيت الَّذِي لَاقَاهُ أَمْثَالي

الصفحة 581