كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 1)

وقد حذف اسم لا فِي قولهم: (لا عليك)؛ أَي: لا بأس عليك.
[وشذ بناء الاسم مع (ما) النافية إلحاقًا بـ (لا)؛ كقولهم: (ما بأسَ)؛ أي: (ما بأسَ عليك)] (¬١).
وقالَ الشّاعرُ:
وَمَا بَأْسَ لَو ردَّتْ عَلينَا تَحِيَّةً؟ ... ................... (¬٢)
---------------
خطأ العيني نسبته إِلى حاتم وإِلى أبي ذؤيب، وبلا نسبة في تخليص الشّواهد ص ٤٢٢، ورصف المباني ص ٢٦٦، ٢٦٧، والكتاب ٢/ ٢٩٩، ولسان العرب ٤/ ٤٥٢ صرر، والمقتضب ٤/ ٣٧٠.
اللُّغة: الجازر: الذي ينحر الذبائح. والحرف: الناقة الضامر. وقيل: القوية الصلبة شبهت بحرف الجبل وهو ناحية منه. والمصرمة: المقطوعة اللبن لعدم الرعي. والمصبوح: المسقي صباحًا، وهو شرب الغداة، يقول: هم في جدب فاللبن عندهم متعذر لا يسقاه الولد الكريم النسب، فضلًا على غيره؛ لعدمه، فجازرهم يرد عليهم من المرعى ما ينحرون للضيف.
الإِعراب، ورَد: الواو بحسب ما قبلها، ورد: فعل ماض. جازرهم: فاعل مرفوع بالضّمة. حرفًا: مفعول به منصوب بالفتحة. مصرمة: نعت منصوب بالفتحة. ولا: الواو: حالية، ولا: نافية للجنس. كريم: اسم لا. من الولدان: جار ومجرور متعلقان بمحذوف نعت لكريم. مصبوح: خبر لا مرفوع.
وجملة (ورد جازرهم): بحسب ما قبلها ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولا كريم): في محل نصب حال.
الشَّاهد: قوله: (ولَا كريم من الولدان مصبوح) حيث ذكر خبر (لا) وهو (مصبوح) الذي لا يمكن حذفه لعدم وجود ما يدل عليه.
(¬١) ما بين حاصرتين سقط من النسخة (ب).
(¬٢) صدر بيت من الطويل وعجزه: قليلٌ على مَن يَعْرفُ الحَقّ عابُها
التخريج: هذا بيت من الطويل، انظر: الهمع ١/ ١٢٤، والدرر ٢/ ١٠٧.
اللغه: ما بأس: لا مانع ولَا ضرر، أو لا خوف، أو لا صعوبة ولَا مشقة، أو لا حرج، هذا والبأس في الأصل الشّدة في الحرب والخوف، وهو أيضًا القوة والشّجاعة، وهو أيضًا العذاب، قال تعالى: {فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (١٢)} ويذكر ويؤنث، كما في الآية الكريمة. تحية: هي مصدر حيّاه بتشديد الياء، وأصل معناه: الدّعاء لهُ بالحياة، ثم عم في الكلام يلقيه بعض النّاس على بعض بقصد الدّعاء، كقولهم: أبيت اللّعن، وأنعم بخير ونحوه، ثم خصته الشّريعة الإِسلامية بكلام معين، وهو قول القائل: (السلام عليكم) هذا والتّحية الملك أيضًا، من ذلك: (التحيَّات لله) معناه الملك لله تبارك وتعالى، وتكون التّحية بمعنى البقاء. عابها: العاب العيب.
المعنى: يقول: لا مانع ولَا ضرر، أو لا صعوبة عليها في ردها السّلام علينا، ولَا يعيبها من يعرف الحق

الصفحة 585