كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
(علمت زيدًا أبو من هو)، و (علمت زيدًا ما أبوه قائم).
وأجازه بعضهم.
والله الموفق
ص:
٢١٤ - لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تُهَمَهْ ... تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَهْ (¬١)
ش:
بعض أفعال هذا الباب يرد لمعان غير قلبية فيتعدَّى لواحد، ويصير لازمًا علَى حسب ما يراد به.
فـ (علم) بمعنَى (عرف): تتعدَّى لواحد؛ كقولِهِ تعالَى {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا}، وقوله تعالَى: {لَا تَعْلَمُونَهُمُ}.
وكذا (ظن) بمعنَى (اتهم)؛ كـ (ظننت زيدًا)؛ أَي: اتهمته.
وفي القرآن: (وما هو علَى الغيب بظنين)؛ أَي: بمتَّهم.
هذا ما ذكره الشّيخ.
وكذا (رأى) بمعنَى (أبصر)، أو من (الرّأي) الّذي هو المذهب؛ نحو: (رأيت زيدًا)، و (رأى الشّافعي حل ذلك).
وقد تحذف همزة (أرى) للضرووة كقولهِ:
صَاحِ هَلْ رَيتَ أَو سَمِعتَ بِرَاعِ .... ..................... (¬٢)
---------------
(¬١) لعلم: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، وعلم مضاف. وعرفانٍ: مضاف إليه. وظنِّ: معطوف على (عِلم)، وظن مضاف. وتهمة: مضاف إليه. تعديةٌ: مبتدأ مؤخر. لواحد: جار ومجرور متعلق بتعدية. ملتزمة: نعت لتعدية.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: ردَّ فِي الضرَّع مَا قَرى فِي العلابِ؟
وهو لإسماعيل بن يسار في الأغاني ١١/ ٢٦٥، وأعيان العصر ٣/ ٤٢٥، وهو من شواهد الإنصاف في مسائل الخلاف بين البصريين والكوفيين ٢/ ٥٦٢، وشرح شافية ابن الحاجب ٤/ ٣٢١.
اللغة: العلاب: جمع علبة، وهي القدح الذي يحلب فيه. وقيل: العلاب: جفان تحلب فيها الناقة. ويروى "الحلاب" بالحاء المهملة: وهو الإناء الذي يحلب فيه اللبن.
الشاهد: قوله: (ريت)؛ إذ أصله (رأيت)، حذفت الهمزة وهي عين الفعل تخفيفًا.