كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقول الآخر:
أَرَيْتَكَ إِن مَنَعتَ كَلَامَ لَيلَى ... أَتَمْنَعُنِي عَلَى لَيلَى البُكَاءَ؟! (¬١)
ويستعمل (وجد) بمعنَى (استغنى) من الجِدة، وهي: السّعة.
وبمعنَى: (غضب)، أَو (حقد)، أَو (حزن) .. فيكون لازمًا.
وكذا (حسِب) بمعنَى (أحسب)؛ أَي: صار أحسب؛ أَي: ذا شقرة كالبرص.
وكذا: (زعم) بمعنَى (تكفل)، والزّعم: قول مقرون باعتقاد، صح أم لا.
وقيل: يستعمل فِي القول من غير صحة، ولهذا قالوا: (زعموا مطية الكذب) (¬٢).
وكذا: (حجا) بمعنَى (بخل)، وتأتي بمعنَى: (قصد) أَو (غلب فِي المحاجاة)، فيتعدَّى لواحد.
وتأتي (تخِذ) و (اتخذ) بمعنى (اكتسب) فيتعدى لواحد، ذكر ذلك محمد البعلي تلميذ المصنف.
وتأتي (جعل الاعتقادية) بمعنَى (أوجد) فيتعدَّى لواحد، ومنه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}.
وكذا إذا استعملت بمعنَى (ألقى)؛ نحو: جعلت المتاع؛ أَي: ألقيته، وتكون من أفعال الشّروع كما سبق فِي أفعال المقاربة.
وتأتي (خال) بمعنَى (تكبر)، فيكون قاصرًا.
ويقال: (علِم الرّجل)؛ أَي: (صار أعلم)؛ أَي: مشقوق الشّفة العليا، فيكون لازمًا، يقال: (هذا رجل أفلح أعلم)؛ أَي: مشقوق الشفتين.
ويروَى للزمخشري رحمه الله:
---------------
(¬١) البيت من الوافر، وهو لركاض بن أباق الدبيري في لسان العرب ١٤/ ٢٩٣ (رأي)، انظر المعجم المفصل في شواهد العربية ١/ ٢٠.
والشاهد فيه هنا: قوله: (أريتَك)؛ حيث سهل همزة (أرأيتك).
(¬٢) يروى حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو صحيح بنحوه، أخرجه أحمد وأبو داود وابن المبارك في الزهد، والبخاري في الأدب المفرد، والطحاوي في مشكل الآثار، عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه، وانظر الصحيحة (ح ٨٦٦).

الصفحة 30