كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

فحذف من الثّاني لدلالة الأول، والتّقدير: (وتحسبه عارًا).
والحذف لدليل يسمَى اختصارًا.
وحذف أحدهما لغير دليل: ممنوع عند سيبويه والأخفش والمصنف.
وأجازه الأكثرون؛ لقوله تعالَى: {فَهُوَ يَرَى}؛ أَي: يعلم.
ومنه قولهم: (من يسمع .. يَخَلْ)، ومعنَى هذا الأخير: (من يسمع شيئًا يخل ما سمعه حقًا أَو باطلًا).
والحاصل:
* أنه يجوز حذفهما للقرينة بإِجماع.
* ولغير القرينة بخلف.
* ويجوز حذف أحدهما للقرينة خلافًا لابن ملكون.
* ولَا يجوز لغير القرينة بإجماع.
والله الموفق
ص:
٢١٧ - وَكَتَظُنُّ اجْعَلْ تَقُوْلُ إِنْ وَلِي ... مُسْتَفْهَمًا بِهِ وَلَمْ يَنْفَصِلِ (¬١)
---------------
أم: حرف عطف. بأية: جار ومجرور معطوفان على الجار والمجرور السّابقين، وأية: مضاف. سنة: مضاف إِليه مجرور بالكسرة. ترى: فعل مضارع مرفوع بالضّمة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. حيبهم: مفعول به أول لترى، وهم ضمير متصل مبني على السّكون في محل جر مضاف إِليه. عارًا: مفعول به ثان منصوب بالفتحة. علي: جاو ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لـ (عارًا) وتحسِبُ: الواو حرف عطف، وتحسب فعل مضارع مرفوع بالضّمة الظّاهرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت.
وَجُملَة (ترى): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب، وجملة (تحسب): معطوفة على جملة (ترى) لا محل لها من الإِعراب.
الشَّاهد: قوله: (تحسب) حيث حذف المفعولين اختصارًا لدلالة سابق الكلام عليهما، والتّقدير: (وتحسب حبهم عارًا علي).
(¬١) كتظن: جار ومجرور متعلق باجعل. اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. تقول: قصد لفظه: مفعول به لاجعل. إن: شرطية. ولي: فعل ماض, فعل الشرط، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى تقول. مستفهمًا: مفعول به لولي. به: جار ومجرور في موضع نائب فاعل لمستفهم، لأنه اسم مفعول, ولم ينفصل: الواو للحال، ولم:

الصفحة 35