كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

ش:
* تكون (من):
* للتبعيض نحو: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ} الآية.
* وللبيان نحو: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ}.
وقال الأخفش: للتبعيض على معنَى (فاجتنبوا)؛ أَي: (اجتنبوا الرّجس الّذي الأوثان منه).
حكاه مكي.
وتقدر البيانية بعد المعرفة: بالموصول والضّمير؛ أي: (الرجس الّذي هو الأوثان).
وبعد النكرة: بالضّمير فقط، ذكره السّفاقسي، في قوله تعالى: {كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ} الآية.
* وتكون لابتداء الغاية في المكان نحو: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى}.
* والكوفيون والأخفش والمصنف أن تكون كذلك في الزمان، قال تعالى: {لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ} الآية.
وقول صحابي: "مطرنا من الجمعة إِلَى الجمعة"، يعني: بدعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وقول أنس: "فلم أزل أحب الدّباء من يومئذ". وقول الشّاعر:
تُخَيِّرْنَ مِنْ أَزْمَانِ يَوْمٍ حَلِيمَةٍ ... ......................................... (¬١)
---------------
= ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو. نكرة: مفعول به لجر. كما: الكاف جارة لقول محذوف، ما: نافية. لباغ: جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم. من: زائدة. مفر: مبتدأ مؤخر.
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إلى اليوم قَدْ جُرِّبْنَ كُلَّ التَّجَارِبِ
وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٤٥، وخزانة الأدب ٣/ ٣١٣ وشرح التصريح ٢/ ٨، وشرح شواهد المغني ص ٣٤٩، ٨٣١، ولسان العرب ١/ ٢٦١ جرب، ١٢/ ١٤٩ حلم، ومغني اللبيب ص ٣١٩، والمقاصد النحوية ٣/ ٢٧٠، وبلا نسبة في شرح ابن عقيل ص ٣٥٨.
اللغة: يوم حليمة: من أيام العرب المشهورة في العصر الجاهلي، فيه انتصر الغساسنة على اللخميين، وبه ضرب المثل: (ما يوم حليمة بسر).
المعنى: يقول إن سيوف الغساسنة صقيلة اختارها أصحابها من زمن يوم حليمة، وحافظوا عليها إلى اليوم، وقد أظهرت التجارب جودتها وحسن بلائها في رقاب الأعداء.

الصفحة 370