كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
والفارسي: تزاد بعدهما كقوله:
ومَهْمَا تَكُنْ عِنْدَ امْرِئٍ مِنْ خَلِيقَةٍ ... ................................... (¬١)
والحرف الزَّائد: يستقيم المعنى بدونه.
وشبه الزّائد: عكسه؛ نحو: (رب، والعل).
ووجَّه الشَّبه بالزّائد: كونه لا يتعلق كالزائد، وسيأتي آخر الباب.
ولها معان أخر أذكرها إجمالا, وإن ذكر الشّيخ بعضها فيما سيأتي.
* فتكون بمعنَى بدل؛ كقولِهِ تعالَى: {أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ}.
* وللتعليل؛ كقولِهِ تعالَى: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
* وبمعنَى الباء، وجُعل منه قوله تعالَى: {يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ} {يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ}.
* وبمعنَى عند؛ نحو: {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}.
* وللتفضيل؛ كقولِهِ تعالَى: {حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}.
وللظرفية، ومنه في القرآن: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ}، {أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}.
* وبمعنَى (عن) و (على):
فالأول: {قَدْ كُنَّا في غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا}.
والثّاني: {وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ} الآية.
والكسائي: ثلاثية، وأصله: (مَنَا) وتفتح نونها للساكن؛ نحو: (مِنَ الرّجل)، لثقل المثلين.
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: وإن خالها تخفى على الناس تُعلَمِ
وهو لزهير بن أبي سلمى في ديوانه ص ٣٢ والجنى الداني ص ٦١ والدرر ٤/ ١٨٤، ٥/ ٧٢، وشرح شواهد المغني ص ٣٨٦، ٧٣٨، ٧٤٣ وشرح قطر الندى ص ٣٧ ومغني اللبيب ص ٣٣٠، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣/ ٥٧٩، ومغني اللبيب ص ٣٢ وهمع الهوامع ٢/ ٣٥، ٥٨.
الشَّاهدُ: قوله: (من خليقة) حيث زاد (مِن) في الإيجاب، وجر بها المعرفة.
الصفحة 374