كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وأبو الفتح: أنها زائدة في هذا الشّاهد.
قال: والعدول عنه تعسف.
* وبمعنى (عن)؛ كقولِهِ تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}، {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ}
* وزائدة لازمة في الفاعل للتوكيد، ومنه في القرآن: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
والزجاج: هو بمعنى: (اكتفوا بالله).
وقيل: الفاعل مصدر؛ أي: كفى الاكتفاء بالله.
* واختلف فيها في: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}:
فقيل: للإلصاق.
وقيل: للتبعيض.
وقيل: صلة.
وقيل: للاستعانة.
وفي الكلام حذف وقلب، والأصل: (امسحوا رؤوسكم بالماء).
السيوطي في "الإتقان": وجعلت صلة في: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}، {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}، فـ (أيكم): مبتدأ، و (المفتون): خبر.
وضُعِّف بأنها لا تزاد في مبتدأ إِلَّا في حسب.
وقيل: بمعنى (في) كما قرأ ابن أبي عبلة.
ونحو قول الشّاعر:
وَلَا يُؤَاتِيكَ فِيمَا نَابَ مِنْ حَدَثٍ ... إِلَّا أَخُو ثِقَةٍ فَانْظُرْ بِمَنْ تَثِقُ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت السالم بن وابصة في شرح شواهد المغني ٢/ ٤١٩؛ والمؤتلف والمختلف ص ١٩٧؛ ونوادر أبي زيد ص ١٨١؛ وبلا نسبة في الدرر ٤/ ١٠٧؛ ومجالس ثعلب ١/ ٣٠٠؛ وهمع الهوامع ٢/ ٢٢.
اللغة: يؤاتيك ويواتيك: يساعدك ويكون مناسبًا لك. ناب: حل، أصاب. الحدث: الأمر المنكر، والنائبة.
المعنى: الصديق الحقيقي: الذي يبقى معك ويساعدك عند الشدائد والمحن، فتأمل كيف تختار أصدقاءك، ومن هو الصديق الذي تثق به.
الإعراب: ولا: الواو: استئنافية، لا: حرف نفي. يؤاتيك: فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على

الصفحة 392