كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقول الآخر:
أبدًا كَالفِرَاء فَوقَ ذُرَاهَا ................................. (¬١)
وأكثر المحققين: لا تكون اسمًا إِلَّا في الشّعر.
وأَجازَ الأخفش والفارسي: كونها اسمًا مضافًا في: (زيد كالأسد)؛ أَي: (مثل الأسد).
* و (عن)، و (على): تستعملان اسمين أيضًا.
فتكون (على): بمعنى فوق، و (عن): بمعنَى جانب، ويُجرَّان بـ (من) فقط. قال الشّاعر:
.................................. مِنْ عَنْ يَمِينِ الحُبَيَّا نَظرَةٌ قَبَل (¬٢)
---------------
(¬١) التخريح: صدر بيت من الخفيف، وعجزه: حينَ يَطْوي المَسَامِعَ الصَّرَّارُ
ولم ينسب إلى قائل معين. العيني ٣/ ٢٩٢
اللغة: الفراء: جمع الفَرا: الحمار الوحشي. الذرا: جمع ذروة: أعلى كل شيء. حين يطوي: حين يسد. الصرار: الطير الذي يصيح بالليل.
المعنى: يصف الشّاعر رجلا يأوي ذرا الجبال بالليالي خوفًا من عدوه أن يدهمه في منزله كحمير الوحش التي تتعلق دائمًا برؤوس الجبال في الليالي خوفًا من دهمة مفترس.
الشّاهد: قوله: (كالفراء)؛ حيث جاءت الكاف بمعنى مثل.
(¬٢) التخريح: عجز بيت من الخفيف وصدوه: فقلت للركب لما أن علا بهم
وهو للقطامي في ديوانه ص ٢٨؛ وأدب الكاتجط ص ٥٠٤؛ ولسان العرب ١٣/ ٢٩٥ (عنن)، ١٤/ ١٦٣ (حبا)؛ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٩٧؛ وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٥٥؛ والجنى الداني ص ٢٤٣؛ وجواهر الأدب ص ٣٢٢؛ ووصف المباني ص ٣٦٧؛ والمقرب ١/ ١٩٥.
اللغة: الركب: جماعة الراكبين المسافرين. الحبيّا: موضع بالشام. نظرة قبل: نظرة أولى لم تسبقها نظرة.
المعنى: عندما ارتفع الطريق بجماعة المسافرين عن يمين الحبيّا .. قلت لهم: هي نظرة أولى رأيتها فاسمحوا لي بالثانية.
الإعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماضٍ مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. للركب: جار ومجرور متعلقان بـ قلت. لما: مفعول فيه ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل (قلت). أن: زائدة. علا: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف والفاعل ضمير مستتر تقديره: هو. بهم: جار ومجرور متعلقان بِـ علا. من عن: جار ومجرور متعلقان بـ علا. يمين: مضاف إليه مجرور بالكسرة. الحبيّا:

الصفحة 406