كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

ص:
٣٨١ - وَبَعدَ مِن وَعن وَباءٍ زِيدَ مَا ... فَلَم تَعُق عَن عَمَلٍ قَد عُلِمَا (¬١)
ش:
اعلم أن كلمة (ما) تزاد بعد (من)، و (عن)، و (الباء) .. فلا تَكُفُّ عن العمل، وفي القرآن: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ أُغْرِقُوا}، {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}، {قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ}، فزيدت بعد هذه الأحرف ولم تكفها عن العمل.
وابن كيسان: يجعل (ما) نكرة بمعنَى (شيء)، وما بعدها: بدلًا منه أَو صفة إن صلح، وكان رحمه الله لا يجعل في القرآن شيئًا زائدًا.
وقول المصنف: (زِيدَ): ماضي مبني للمفعول، و (مَا): نائب الفاعل.
والله الموفق
ص:
٣٨٢ - وَزِيدَ بَعدَ رُبَّ وَالكَافِ فَكَفّ ... وَقَد تَلِيهِمَا وجَرٌّ لَم يُكَفّ (¬٢)
ش:
تزاد (ما) بعد (الكاف)، و (رب) فتكفهما عن العمل كثيرا، وقد لا تَكفُّ فيبقى
---------------
(¬١) وبعد: ظرف متعلق بقوله زيد الآتي، وبعد مضاف، ومن: قصد لفظه: مضاف إليه. وعن، وباء: معطوفان على من. زيد: فعل ماض مبني للمجهول. ما: قصد لفظه: نائب فاعل زيد. فلم: نافية جازمة. تعق: فعل مضارع مجزوم بلم، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على ما. عن عمل: جار ومجرور متعلق بيعق. قد: حرف تحقيق. عُلِما: علم: فعل ماض مبني للمجهول، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى عمل، والجملة في محل جرّ صفة لعمل.
(¬٢) وزيد: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على (ما) في البيت السابق. بعد: ظرف متعلق بزيد، وبعد مضاف ورب: قصد لفظه: مضاف إليه. والكاف: معطوف على رب. فكف: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود على (ما)، والضمير البارز المتصل مفعول به. وقد: الواو: عاطفة، قد: حرف تقليل. وجرٌّ: الواو واو الحال، جر: مبتدأ. لم: نافية جازمة. يكف: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو يعود إلى جر، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال.

الصفحة 412