كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

والمعتمد: إن الجر بـ (رب) محذوفة.
وحذفت (رب) فجرت من غير أَن يسبقها شيء؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:
أَي: (ربّ رسمِ دار) وهو شاذ.
واللَّه الموفق
ص:
٣٨٤ - وَقَدْ يُجَرُّ بِسِوَى رُبَّ لَدَى ... حَذْفٍ وَبَعْضُهُ يُرَى مُطَّرِدَا (¬١)
ش:
قَدْ يحذف من حرف الجر غير (رب)، ويبقى عمله, وهو ضربان: سماعي، وقياسي.
* فالأول؛ كقولِ بعضهم: (خيرٍ والحمد لله) , بعد أَن قيل: (كيف أصبحت؟)،
يريد: (أصبحت علَى خير والحمد لله).
وقول الشّاعر:
إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ قَبِيلَةٍ ... أَشَارَتْ كُلَيبٍ بِالأَكُفِّ الأَصَابِعُ (¬٢)
---------------
(¬١) وقد: حرف تقليل. يجر: فعل ماض مبني للمجهول. بسوى: جار ومجرور واقع موقع نائب الفاعل ليجر، وسوى مضاف ورب: قصد لفظه: مضاف إليه. لدى: ظرف بمعنى عند متعلق بيجر، ولدى مضاف وحذف: مضاف إليه. وبعضه: بعض مبتدأ، والهاء مضاف إليه. يرى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، وهو المفعول الأول. مطردًا: مفعول ثان ليرى، والجملة من الفعل المبني للمجهول ونائب فاعله ومفعوليه في محل رفع خبر المبتدأ.
(¬٢) التخريج: قائله الفرزدق همام بن غالب من قصيدة من الطويل، يهجو فيها جرير بن عطية الخطفي. وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٣١٢، والأشموني: ٣٩٨/ ١/ ١٩٦، وابن عقيل: ٢٢١/ ٣/ ٣٩، والهمع: ٢/ ٢٦، ٢/ ٨١، والدور: ٢/ ٣٧، ٢/ ١٠٦، والخزانة: ٣/ ٦٦٩، ٤/ ٢٠٨، والعيني: ٢/ ٥٤٢، ٣/ ٣٥٤، ومغني اللبيب: ١/ ١٠٩٨١٥/ ٨٤٣ وشرح السيوطي: ٣، وديوان الفرزدق: ٥٢٠.
الشرح: أشارت ويروى: أشرَّت، يريد أشارت إليها بأنها شر الناس، كُليب بضم الكاف وفتح اللام: هو كليب بن يربوع، أبو قبيلة جرير، والباء في قوله: بالأكف بمعنى: مع، أي: مع الأكف الأصابع.
المعنى: إن قبيلة كليب لا قيمة لها ولا خير فيها، فإذا سأل سائل عن أقبح القبائل وأحقرها؟ أجابه

الصفحة 420