كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
التّقدير: أشارت إِلَى كليب، كما سبق فِي تعدي الفعل ولزومه.
وروى ابن حبيب: (كليبٌ)؛ أَي: هذه كليب.
وكقولِ الآخر:
وَما زُرْتُ لَيْلى أَنْ تَكونَ حَبيبَةً ... إليَّ وَلا دَيْنٍ بِها أَنا طالِبُهْ (١)
المسؤول بأصابعه مع أكفه مشيرًا إليها، وتحاشى النطق بكلمة كليب لقبحها.
الإعراب: إذا: ظرف للمستقبل من الزمان تضمّن معنى الشرط، قيل: فعل ماضٍ مبني للمجهول، أي: اسم استفهام مبتدأ، الناس: مضاف إليه، شرُّ: أفعل تفضيل حذفت همزته تخفيفًا لكثرة الاستعمال، وهو خبر المبتدأ، قبيلة: مضاف إليه، والجملة من المبتدأ وخبره نائب فاعل قيل، أشارت: فعل ماضٍ والتاء للتأنيث، كليبٍ: مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: إلى كليب والجار والمجرور متعلق بأشارت، بالأكف: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الأصابع تقدم عليه، الأصابع: فاعل أشارت مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد: (كليب) بالجر، حيث حذف حرف الجر وهو (إلى) المقدر وأبقي عمله.
وأصل الكلام: أشارت الأصابع مع الأكف إلى كليب، وهو شاذ.
ويروى: كليب بالرفع على أنه خبر لمحذوف، أي: هي كليب، فيكون قد جمع بين الإشارة والعبارة، ولا شاهد فيه.
(١) التخريج: البيت للفرزدق في ديوانه ١/ ٨٤، وتخليص الشواهد ص ٥١١، والدرر ٥/ ١٨٣، وسمط اللآلي ص ٥٧٢، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ١٠٣، وشرح شواهد المغني ص ٨٨٥، والكتاب ٣/ ٢٩، ولسان العرب ١/ ٣٣٦ حنطب، والمقاصد النحوية ٢/ ٥٥٦، وبلا نسبة في مغني اللبيب ص ٥٢٦، وهمع الهوامع ٢/ ٨١.
المعنى: أنا لم أزر ليلى لأنها حبيبتي، ولا لأن لي دينا عليها أطالبها به.
الإعراب: وما: الواو: بحسب ما قبلها، ما: حرف نفي. زرت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. ليلى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف. أن: حرف مصدري ونصب. تكون: فعل مضارع منصوب بالفتحة، واسمها: ضمير مستتر تقديره هي. حبيبة: خبر تكون منصوب بالفتحة. والمصدر المؤول من أن وما بعدها: مجرور بحرف جر محذوف، والجار والمجرور متعلقان بالفعل زرت. إلي: جار ومجرور متعلقان بحبيبة. ولا: الواو: للعطف، لا: حرف نفي. دينٍ: اسم معطوف على توهم دخول اللام الجار على أن السابقة، أو هو اسم مجرور بحرف جر مضمر. بها: جار ومجرور متعلقان بصفة محذوفة لدين. أنا: ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ. طالبه: خبر مرفوع بالضمة، والهاء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة.
وجملة (ما زرت): بحسب ما قبلها. وجملة (تكون حبيبة): صلة الموصول الحرفي لا محل لها.