كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
بجر (دينٍ) بـ (لام) محذوفة؛ أَي: و (لَا لدين).
وقيل: معطوف علَى محل (أَن)، وسبق فِي تعدي الفعل ولزومه.
* والثّاني (¬١) فِي القسم: (باللَّه لأفعلن).
والكثير أَن يعوض عن المحذوف (ها) أو (أا).
فإِذا قلت: (ها اللَّه) أَو (أ ا اللَّه لا أفعلن) كَانَ الجر بالحرفِ المحذوف.
ومن النّحويين: من يجعل الجر بالحرفِ المجعول عوضًا.
والمشهور: خلافه.
ورُبَّما جاء الجر بالمحذوف من غير تعويض؛ كقولك: (اللَّهِ لأفعلن)، وهو جائز عند الكوفيين، ذكر ذلك ابن الأنباري.
ويعضدهم: أنه قُرِئ خارج السّبعة: (ولا نكتم شهادةً اللَّهِ إنا إذًا لمن الآثمين) بتنوين شهادة، وجر الاسم الكريم قسمًا.
وعن الكوفيين أيضًا: إجازة ذلك مع غيم اسم الله؛ نحو: (أبيك لأفعلن)، وهو ضعيف هنا، بخلافه مع اسم اللَّه؛ لكثرة استعماله.
ويجوز أَن ينصب الاسم الكريم إِذا حذف حرف الجر؛ كقولِ الشَّاعرِ:
إنَّ عَلَيَّ اللهَ أَنْ تُبَايِعَا ... ............... (¬٢)
---------------
وجملة (أنا طالبه): في محل جر صفة.
الشاهد: قوله: (ولا دين) حيث جر دين ولم تسبق بحرف جر أو مضاف، فقدر حرف جر مضمرًا، أو عطفها على توهم استخدام اللام الجارة في المصدر المنسبك من أن وما بعدها.
(¬١) أي القياسي مما يحذف من حروف الجر ويبقى عمله.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الرجز، وعجزه: تؤخذ كرهًا أو تجيء طائعا
وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٥/ ٢٠٣، ٢٠٤، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٤٠٢، وشرح التصريح ١/ ١٦١، وشرح عمدة الحافظ ص ٥٩١، والكتاب ١/ ١٥٦، والمقاصد النحوية ٤/ ١٩٩، والمقتضب ٢/ ٦٣.
اللغة: علي اللَّه: أي عليَّ واللَّه، فحذف واو القسم ونصب لفظ الجلالة (اللَّه) على نزع الخافض. تبايع: من البيعة.
المعنى: أقسم باللَّه إن لم تأت طائعًا للمبايعة .. لتحضرن مرغمًا.
الإعراب: إنّ: حرف مشبه بالفعل. علي: جار ومجرور في محل رفع خبر إن. الله: لفظ الجلالة،