كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
إن كَانَ مضارعًا، ومحلًا إن كَانَ ماضيًا كسائر أدوات الشّرط، وهي العاملة فيه الجزم كغيرها؛ وجوابها حينئذ كجواب غيرها من الأدوات.
ومن الجزم بها فِي الضّرورة قوله:
................... ... وَإِذا تُصِبْكَ خَصَاصَةٌ فَتَجَمَّلِ (¬١)
والخصاصة: ضد الغنا، وسيأتي ذكرها أيضًا فِي عوامل الجزم.
واللَّه الموفق
ص:
٤٠٤ - لِمُفْهِمِ اثْنَيْنِ مُعَرَّفٍ بِلَا ... تَفَرُّقٍ أُضِيْفَ كِلْتَا وَكِلَا (¬٢)
ش:
(كلا) , و (كلتا): من الأسماء اللّازمة للإِضافة فِي اللّفظ والمعنَى.
واختصا بأن يضافا:
* لمثنَّى فِي اللّفظ؛ نحو: (كلا الرّجلين)، و (كلتا المرأتين).
* أَو فِي المعنَى؛ نحو: (كلاهما) أو (كلتاهما).
ويشترط: أَن يكونَ المضاف إِليه معرفة كما ذكر.
خلافًا للكوفيين فِي إجازتهم: (جاءني كلا رجلين)، و (كلتا امرأتين).
---------------
(¬١) التخريج: عجز بيت من الكامل، وصدره: وَاستَغنِ ما أَغناكَ رَبُّكَ بِالغِنى
وهذا البيتُ من الكامل، وهو لعبد القيس بن خفاف البرجميّ، وقيل: لحارثة ابن بدر الغدّانيّ.
يُنظر هذا البيتُ في: المفضّليّات ٣٨٥، ومعاني القرآن للفرّاء ٣/ ١٥٨، والأصمعيّات ٢٣٠، وأمالي المرتضى ١/ ٣٨٣، وشرح عمدة الحافظ ٣٧٤، والمغني ١٢٨، والهمع ١/ ١٨٠، والأشمونيّ ٤/ ١٣.
اللغة: والتجمل: المعاملة بالجميل والخصاصة: الحاجة والشدة.
الشّاهدُ فيه: (وإذا تصبك) حيث جزم بـ (إذا)؛ وهذا خاصٌّ بالشّعر.
(¬٢) لمفهم: جار ومجرور متعلق بقوله: (أضيف) الآتي، ومفهم مضاف واثنين: مضاف إليه.
معرف: صفة لمفهم. بلا تفرق: الجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة ثانية لمفهم. أضيف: فعل ماض مبني للمجهول. كلتا: نائب فاعل. وكلا: معطوف على كلتا.
الصفحة 481