كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

يريد: (ابنُ هوبر).
ولا لبس في قوله: (المال يزري بأقوام ذوي حسب)، والتقدير: (فقد المال) ولولا ذلك لفسد المعنى، وقد يحذف (المال) المضاف للضمير، ويقام المضاف إليه مقامه ويجعل ضميرًا مستترًا بعد أن كان بارزًا؛ كقوله:
فَدَقَّتْ وَجَلَّتْ وَاسْبَكَرَّتْ وأُكْمِلَتْ ... ................. (¬١)
أراد: (دق خصرها، وجلت عجيزتها، واسبكرَّ قوامها، وأكملت محاسنها).
فحذف أربعة أسماء مضافة، وأقام مقامها أربعة ضمائر كانت مجرورة فرفعت واستترت في الفعل.

تنبيه:
يقوم الثاني مقام الأول في التذكير والتأنيث, وكما قام مقامه في الإعراب.
قال الشيخ:
ومن الأول: قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ}، التقدير: (أهل القرى)، فحذف (أهل) وأقيم (القرى) مقامه في التذكير فعاد إليها ضمير الذكور العقلاء.
وكذا قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ}، التقدير: كـ (ذي ظلمات)
---------------
= والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. في: حرف جر. ملتقى: اسم مجرور بالكسرة المقدرة على الألف للتعذر، وهو مضاف. والجار والمجرور متعلقان بـ قضى. القوم: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. هوبر: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة.
وجملة (فرّ الحارثيّون): في محل جر بالإضافة.
الشاهد فيه: حذف المضاف (ابن) وإقامة المضاف إليه (هوبر) مقامه. وهذا من الملبس؛ لأنه من المحتمل أن السامع لا يعرف ابن هوبر هذا، وليس هناك قرينة تشير إلى ذلك.
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فلو جُنّ إنسانٌ من الحُسْن جُنّت
وهو للشنفرى في مجالس ثعلب (٣٥٨) برواية: "إنسان" بدل "الناس"، وشرح التسهيل ٣/ ٢٦٧، وشرح الألفية للشاطبي ١/ ٥٣٦.
الشاهد قوله: (فَدَقَّتْ وَجَلَّتْ وَاسْبَكَرَّتْ وأُكْمِلَتْ)؛ حيث حذف أربعة أسماء مضافة، وأقام مقامها أربعة ضمائر كانت مجرورة فرفعت واستترت في الفعل، والأصل: (دق خصرها، وجلت عجيزتها، واسبكرَّ قوامها، وأكملت محاسنها).

الصفحة 511