كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

بمعمول المضاف، فليس أجنبيًا منه.
فالفصل بالمفعول: كقراءة ابن عامر: (وكذلك زُيِّنَ لكثيرٍ من المشركين قتلُ أولادَهم شركائِهم)، بالبناء للمفعول في (زين قتل) على النيابة، ونصب (أولادَهم)، وجر (شركائِهم).
فقيل: مصدر مضاف، و (شركائهم) مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله، و (أولادَهم): مفعول بالمصدر المضاف، وقد فصل المفعول بين المتضايفين.
وأنكر الزمخشري: هذه القراءة.
واستبعدها أبو البقاء.
وارتضاها المصنف.
ونحو قول الشاعرِ:
. . . . . . . . . . . . ... فَسُقنَاهُمُ سَوقَ البُغَاثَ الأَجَادِلِ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: عتوا إذا أجبناهم إلى السلم رأفة
وهو لبعض الطائيين في شرح عمدة الحافظ ص ٤١٩، وبلا نسبة في شرح التصريح ٢/ ٥٧، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٦٥.
اللغة: عتوا: تجبروا. البغاث: من صغار الطير. الأجادل: جمع الأجدل، وهو الصقر.
المعنى: يقول: إنهم تجبروا واستكبروا حين استجبنا إلى مسالمتهم رأفة بهم وشفقة، ولما تجاوزوا الحد. . سقناهم أمامنا كما تسوق الصقور ضعاف الطيور.
الإعراب: عتوا: فعل ماض، والواو ضمير في محل رفع فاعل، والألف فارقة. إذ: ظرف زمان مبني في محل نصب، متعلق بعتوا. أجبناهم: فعل ماض، ونا: ضمير في محل رفع فاعل، وهم: ضمير في محل نصب مفعول به. إلى السلم: جار ومجرور متعلقان بأجبنا. رأفة: مفعول لأجله منصوب. فسقناهم: الفاء حرف عطف، سقناهم: فعل ماض، ونا ضمير في محل رفع فاعل، وهم في محل نصب مفعول به. سوق: مفعول مطلق منصوب وهو مضاف. البغاثَ: مفعول به لسوق منصوب. الأجادل: مضاف إليه مجرور.
وجملة (عتوا): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أجبناهم): في محل جر بالإضافة. وجملة (سقناهم): معطوفة على جملة عتوا.
الشاهد: قوله: (سوق البغاثَ الأجادل) حيث فصل المفعول به (البغاث) بين المضاف (سوق) والمضاف إليه (الأجادل).

الصفحة 523