كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
ففصل بين: (معتاد)، و (مصابرةٍ): بالمجرور وهو معمول المضاف أيضًا.
وقوله: (وَلَمْ يُعَبْ فَصْلُ يَمِيْنٍ) يشير به إلى أنه: يجوز الفصل بين المتضايفين باليمين، وهو أيضًا جائز مطلقًا كما سبق.
حكى الكسائي: (هذا غلام واللَّه زيد) ففصل بالقسم بين (غلام)، و (زيد).
وألحق به ما حكماه ابن الأنباري: (هذا غلام إن شاء اللَّه ابن أخيك)، الأصل: (هذا غلام ابن أخيك إن شاء اللَّه).
قيل: والفصل بـ (أما) كذلك؛ كقولهِ:
هُمَا خَطَّتَا إِمَّا إِسَارٍ وَمِنَّةٍ ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
ففصل: بين (خطتا) و (إسار) بـ (إما).
---------------
= هو يعود إلى مَن، والكاف ضمير مبني في محل نصب مفعول به، والجملة لا محل لها من الإعراب صلة الموصول، نيرانا: مفعول به ليصلى.
الشاهد: قوله: (معتاد في الهيجا مصابرة)، فإنه فصل بين المضاف وهو قوله: (معتاد) والمضاف إليه وهو (مصابرة)، فالفصل بالجار والمجرور.
(¬١) التخريج: صدر بيت قائله تأبط شرًا، واسمه ثابت بن جابر الفهمي جاهلي، وهو من الطويل، وعجزه: وإما دم والقتل بالحر أجدر
الأشموني ٢/ ٣٢٨، والسيوطي ص ٧٩، وفي الهمع ٢/ ٤٩، وابن هشام في المغني ٢/ ٢٠٢، والشاهد رقم ٥٤٧ من الخزانة.
اللغة: همما خُطتما: أصله: هما خطتان، فحذفت منها النون، وهي تثنية خطة وهي القصة والحالة، إسار: -بكسر الهمزة- بمعنى الأسر، والتقدير: خطتا أسر.
المعنى: ليس لي إلا واحدة من خصلتين اثنتين على زعمكم، إما إسار والتزام منكم إن رأيتم العفو، وإما قتل هو أولى بالحر وهذا تهكم واستهزاء.
الإعراب: هما: ضمير مبتدأ، خطتا: خبره مرفوع بالألف لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة، إما: تفصيلية، خطتا مضاف، وإسار: مضاف إليه، ومنه: الواو عاطفة ومنه معطوف على إسار، والقتل: الواو استئنافية والقتل مبتدأ، يالحر: جار ومجرور متعلق بأجدر الآتي، أجدر: خبر المبتدأ.
والجملة من المبتدأ والخبر: استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (خطتا إما إسارٍ) حيث فصل فيه بـ (إما) بين المضاف وهو (خطتا)، والمضاف إليه وهو (إسار).