كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
والمشهور: أنها خبر مقدم فِي هذا المثال، واسم الإِشارة: مبتدأ.
وقيل: (كيف): هي المبتدأ، ولَا يضر كونها نكرة؛ لأنَّ فيها معنَى العموم باعتبار أنها تناولت جميع أحوال المسؤول عنهُ، فهو علَى حد قول سيبويه فِي (كم جريبًا أرضك؟)، و (كم مالك؟).
والكثير:
* أَن يصدُرَ الفعلُ من الفاعل؛ كـ (قام زيد)
* وقد يقوم به الفعل؛ كـ (مات زيدٌ)، ولهذا قيل: (الفاعل ما أسند إِليه فعل علَى جهه قيامه به أَو صدوره منه).
والبصريون: لا يقدم الفاعل علَى فعله باقيًا علَى الفاعلية؛ لأنه كالجزء من الفعل، وجزء الفعل لا يتقدم.
وأجازه بعض الكوفيين؛ تمسكًا بنحو قول الشّاعر:
فَظِلٌّ لنَا يَومٌ لَذِيذٌ بِنِعمَةٍ ... فَقِلْ في مَقِيلٍ نَحسُهُ مُتَغَيَبِّ (¬١)
برفع (نحسُه)، وجر (متغيبِ)، علَى أَن الأصل: (مقيل متغيب نحسه)، فهو فاعل (متغيب)؛ كما تقول: (مررت برجل كريم أبوه).
وأجيب: بأنه أراد (متغيبي) فحذف ياء النّسب واكتفَى بالكسرة، فيكون (نحسه): مبتدأ، و (متغيبي): خبر.
ذكر ذلك القواس، وفيه تكلف.
وقول الآخر:
لَسْنَ بِأَنيَابٍ وَلَا حَقَائِقِ ... وَلَا ضِعَافٍ مُخُّهنَّ زَاهِقِ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريج: البيت في مجالس العلماء للزجاجي (ص ٣١٩)، وشرح الجمل لابن عصفور (١/ ١٦٠) وديوانه (ص ٤٠) طبعة السندوبي، وشرح المقرب لابن عصفور (ص ٤).
اللغة: المقيل: اسم مكان من القيلولة وهي الظهيرة، قِل: فعل أمر من: قال يقيل.
الشاهد: قوله: (نحسه متغيب)؛ حيث تأخر المسند، ومع ذلك رفع المسند إليه، وذلك على رأي بعض الكوفيين الذين يزعمون أن تأخر المسند لا يخل برفعه المسند إليه، والتقدير عندهم: (متغيب نحسه)
(¬٢) الرجز لعثمان بن طارق في لسان العرب ١٠/ ١٤٨ (زهق)، ولعمارة بن طارق في التاج