كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقيل: فيه ثلاث ياءات: الجمع، وياء المتكلم، وياء زيدت للمد، فهي إشباع؛ كقول الشاعر:
رَمَيْتِيْهِ فَأَصْمَيتِ ... وَمَا أَخْطَأتِ فِي الرَّمْيَهْ (١)
وقرأ أبو عمرو: بكسرها بعد الألف في (عصاي).
ونافع: بسكونها في (محيايْ)، و (مماتيْ).
وإذا كسر ما قبلها. . جاز سكونها وهو الأصل، وفتحها للخفة؛ كـ (غلامي)، و (كتابي) بالوجهين.
وقرأ الحسن: (دعوت قوميَ ليلًا) بفتحها.
وقر نافع: (ولِيْ دِين) كذلك.
وقد يجتمع أربع ياءات في الإضافة لياء المتكلم؛ كما إذا ثنيت (مرميًا) ونحوه، فتقول: (رأيت مِرميَّيَّ) بأربع ياءات، والأصل: (مرميين لي) فحذفت النون واللام للإضافة، وأدغمت ياء المثنى في ياء المتكلم.
ويقال في الرفع: هذان مرميّاي.
فائدة:
لا يضاف إلى ياء المتكلم؛ نحو: (تأبط شرًا)؛ لاستلزام كسر ما قبل الياء، فيتغير لفظ الجملة المحكية.
واللَّه الموفق
---------------
(١) التخريج: البيت لم ينسب لقائل، وهو في: إرتشاف الضرب (١/ ٢٠٤ أ)، تعليق الفرائد (٢/ ٢٢)، الحجة للفارسي، الخزانة (٢/ ٤٠١)، شرح الكافية (٢/ ١١).
الشاهد: قوله: (رميتيه) حيث زاد ياء إشباع للمد.
قال في الخزانة: على أن أبا عليّ قال: تلحق الياء تاء المُؤنّث مع الهاء.
قال أبُو عليّ فِي الحجِّة فِي توجِيه قِراءة حمزة: (وما أنتُم بمصرخيِّ): بِكسر الياء المُشدّدة من سُورة إِبراهِيم عليهِ السّلام: والأكثر أن يُقال: (رميتِه) بكسر التّاء دون ياء كما قال: (أقصدت) بدُونِ ياء.
وأقصدت: بِمعنى قتلت.
قال صاحب الصِّحاح: وأقصد السهم؛ أي: أصاب فقتل مكانهُ. وأقصدته حيّةٌ: قتلته.

الصفحة 543