كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)
موضع الفاعل. انتهَى.
يشير إلى الآية المتقدمة.
وقال البعلي تلميذ المصنف فِي "شرح الجرجانية": الفاعل مضمونُ (كيف فعلنا بهم)؛ كأنه قيل: (وتبين لكم كيفية فعلنا بهم).
ونظيره فِي التّأويل بالمصدر دونَ الحرف المصدري: قوله تعالَى: {أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} ... الآية؛ أَي: (سواء عليهم الإِنذار وعدمه).
وإِنما قلت: (فهو مضمر بشرطه) .. ليخرج الفعل المذكور توكيدًا فِي نحو: (قام قام زيد)؛ فَلَا ضمير فيه، خلافًا لبعضهم.
* وقد علم: أَن بعض الأفعال لا فاعل لهُ؛ ومنه: (قلَّما) المقصود بها النّفي؛ نحو: (قلَّما تأتينا).
ويحتمل أَن تكونَ (ما) مصدرية، وهي الفاعل؛ أَي: (قلّ إتيانك)، فتكون للتقليل لا للنفي.
وقد يقع الاسم بعد (قلَّما)، قال الشّاعر:
صَدَدْتِ فَأَطْوَلتِ الصُّدُودَ وقَلّمَا ... وِصَالٌ عَلَى طُولِ الصُّدُودِ يَدُومُ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت للمرار الفقعسي في ديوانه ص ٤٨٠، والأزهية ص ٩١، وخزانة الأدب ١٠/ ٢٢٦، ٢٢٩، ٢٣١، والدرر ٥/ ١٩٠، وشرح أبيات سيبويه ١/ ١٠٥، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧١٧، ومغني اللبيب ١/ ٣٠٧، ٢/ ٥٨٢, ٥٩٠، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١/ ١٤٥، والخصائص ١/ ١٤٣، ٢٥٧، والدرر ٦/ ٣٢١، والكتاب ١/ ٣١، ٣/ ١١٥، ولسان العرب ١١/ ٤١٢ (طول)، ٥٦٤ (قلل)، والمحتسب ١/ ٩٦، والمقتضب ١/ ٨٤، والممتع في التصريف ٢/ ٤٨٢، والمنصف ١/ ١٩١، ٢/ ٦٩، وهمع الهوامع ٢/ ٨٣، ٢٢٤.
اللغة: صددت: حرمت ودادك. الصدود: الهجران والإعراض. الوصال: دوام المودّة.
المعنى: لقد أعرضت عني وطال هجرانك لي، وقلما يدوم الوداد ويستمر الحبّ إذا ما طال الهجران والبعد بين الحبيبين.
الإعراب: صددت: فعل ماض مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. فأطولت: الفاء: للعطف، أطولت: فعل ماضي مبني على السكون، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل. الصدود: مفعول به منصوب بالفتحة. وقلما: الواو: استئنافية، وقلَّ: فعل ماض مبني على الفتح، وما: حرف زائد على رأي المبرد. وصال: فاعل مرفوع بالضمّة. على
الصفحة 60