كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

وقولِهِ:
فَقُلْتُ أَجِرْنِي أَبَا مَالِكٍ ... وَإِلَّا فَهَبْنِي امْرَأً هَالِكا (¬١)
---------------
٣٢٢/ ١/ ١٥٧ وهمع الهوامع: ١/ ١٤٨، والدرر اللوامع: ١/ ١٣٠، والعيني: ٢/ ٣٧٦ وشذور الذهب: ١٧٨/ ٤٧٢ وليس في ديوان تميم بن أبي مقبل.
اللغة: أحجو: أظن. ألمت: نزلت. ملمَّات: جمع ملمة وهي النازلة من نوازل الدهر.
المعنى: قد كنت أظن وأعتقد أن أبا عمرو أخًا مخلصًا، يوثق به، ويعتمد عليه في الملمات والشدائد؛ حتى نزلت بنا يومًا حوادث مؤملة؛ فتبين لي غير ما كنت أظن فيه.
الإعراب: أحجو: فعل مضارع، والفاعل: أنا. أبا: مفعول به أول، وهو مضاف. عمرو: مضاف إليه. أخا: مفعول به ثانٍ، وهو مضاف. ثقة: مضاف إليه؛ ويجوز أن تكون (أخًا) بالتنوين مفعولًا ثانيًا و (ثقةً): بالتنوين والنصب صفة لها. حتى: حرف غاية وجر: ألمت: فعل ماضٍ، والتاء، للتأنيث. ملمات: فاعل مرفوع.
الشاهد: قوله: (أحجو أبا عمرو أخا)؛ حيث استعمل فعل (أحجو) بمعنى (أظن)؛ فنصب به مفعولين؛ أحدهما: (أبا عمرو)، وثانيهما: (أخا ثقة)؛ وفعل (حجا) لا يتعدى إلى مفعولين إلا إذا كان قلبيًا مفيدًا الرجحان والظن.
(¬١) التخريج: البيت لعبد الله بن همام السّلولي في تخليص الشّواهد ص ٤٤٢، وخزانة الأدب ٩/ ٣٦، والدّرر ٢/ ٢٤٣، وشرح التّصريح ١/ ٢٤٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٣٢، ولسان العرب ١/ ٨٠٤ وهب، ومعاهد التّنصيص ١/ ٢٨٥، والمقاصد النّحوية ٢/ ٣٧٨، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ٣٧، وشرح ابن عقيل ص ٢١٦، ومغني اللّبيب ٢/ ٥٩٤، وهمع الهوامع ١/ ١٤٩.
اللُّغة: أجرني. أغثني، احمني. هبني: اعتبرني.
المعنى: يقول: أغثني واحمني يا أبا مالك وإِلا فاعتبرني من الهالكين.
الإِعراب: فقلت: الفاء: بحسب ما قبلها، قلت: فعل ماض، والتّاء: فاعل. أجرني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنّون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. أبا: منادى منصوب بالألف لأنه من الأسماء السّتة، وهو مضاف. مالك: مضاف إِليه مجرور. وإِلا: الواو: حرف استئناف، إِلا: مركبة من إِن الشّرطية، ولَا النّافية، وفعل الشّرط محذوف تقديره: وإِلا تجرني فهبني. فهبني: الفاء: رابطة لجواب الشّرط، هبني: فعل أمر، والفاعل: أنت، والنّون: للوقاية، والياء: في محل نصب مفعول به. امرأ: مفعول به ثان منصوب. هالكا: نعت امرأ.
وَجُملَة (قلت أجرني): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها استئنافية أو معطوفة على جملة سابقة. وجملة (أجرني): في محل نصب مفعول به. وجملة (أبا مالك): لا محل لها من الإِعراب؛ لأَنَّها استئنافية. وجملة (فهبني): الشّرطية مع جوابها لا محل لها من الإِعراب، لأَنَّها استئنافية. وجملة (هبني): في محل جزم جواب الشّرط لاقترانها بالفاء.
الشاهد: قوله: (فهبني امرأ) حيث جاء الفعل (هب) دالًا على الرّجحان، فنصب مفعولين هما الياء في هبني، وامرأ.

الصفحة 7