كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 2)

فـ (الياء): مفعول أول لـ (هب)، و (امرأً): مفعوله الثّاني.
وقولِهِ:
فَلا تَعْدُدِ الْمَوْلَى شَريكَكَ فِي الغِنَى ... .................... (¬١)
أَي: لا تظن المولَى.
* وقسم يرِد: لليقين وللرجحان، والمشهور فيه الرّجحان، وهو: (ظن)، و (خالَ)، و (حسِب)، و (رأى).
* فاليقين: {وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ}، {فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا}.
ونحو قول الشّاعرِ:
دَعَانِي الغَوَانِي عَمَّهُنَّ وخِلْتُنِي ... لِيَ اسْمٌ فَلَا أُدْعَى بِهِ وَهْوَ أَوَّلُ (¬٢)
---------------
(¬١) صدر بيت من الطويل، وعجزه: وَلكنَّما الْمَوْلى شَريكُكَ في العُدْم
التخريج: وهو للنعمان بن بشير في ديوانه ص ٢٩، وتخليص الشّواهد ص ٤٣١، والدّرر ٢/ ٣٢٨، وشرح التّصريح ١/ ٢٤٨، والمقاصد النّحوية ٢/ ٢٧٧، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٣/ ٥٧، وشرح ابن عقيل ص ٢١٤، وهمع الهوامع ١/ ١٤٨.
اللغة: تَعْدُد: تحسب. المولى: المعتِق والمعتَق، وهنا بمعنى النّصير. العدمِ: الفقر.
المعنى: لا تحسب الذين رافقوك في زمن غناك حلفاء لك، وإِنما عُدَّ حليفًا من ناصرك ووقف إِلى جانبك في زمن فقرك وضيق حالك.
الإِعراب: فلا: الفاء بحسب ما قبلها، لا: النّاهية. تعدد: فعل مضارع مجزوم بالسّكون وحرك بالكسر منعًا من التّقاء السّاكنين، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. المولى: مفعول به أول. شريكك: مفعول به ثان منصوب، وهو مضاف، والكاف ضمير متصل مبني في محل جر بالإِضافة. في الغنى: جار ومجرور متعلقان بشريك. ولكنما: الواو حرف استئناف، لك: حرف مشبه بالفعل بطل عمله، ما: كافة. المولى: مبتدأ مرفوع. شريكُك: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والكاف ضمير في محل جر بالإِضافة. في العدم: جار ومجرور متعلقان بشريك.
وَجُملَة: (لا تعدد): بحسب ما قبلها. وجملة (لكنما المولى): استئنافية لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد: قوله: (لا تعدد المولى شريكك)؛ حيث ورد الفعل (عدَّ) دالًا على الرّجحان، فنصب مفعولين هما المولى وشريك.
(¬٢) التخريج: البيت للنمر بن تولب في ديوانه ص ٣٧٠، وتخليص الشّواهد ص ٤٣٧، والدّرر ٢/ ٢٤٨، ٢٦٦، وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٢٩، والمقاصد النّحوية ٢/ ٣٩٥، وبلا نسبة في همع الهوامع ١/ ١٥٠.

الصفحة 8