كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

نفسه. . لا يتصرف في معموله.
أو إن المجرور في نحو: (أحسن بزيد) في موضع الفاعل عند البصريين كما سبق، والفاعل لا يتقدم عندهم على فعله.
ويجب وصل المعمول بعامله. . فلا يفصل بينهما بشيء؛ كما قال: (وَوَصْلَهُ بِهِ الزَمَا).
واختلف في الفصل بالظرف والمجرور: فمنعه الأخفش والمبرد وأكثر البصريين.
وأجازه المصنف وصالح الجِرمي والحسن أبو علي الفارسي وأبو الحسن بن خروف وعمر الشلوبين، ومنه قولُ بعضهم (¬١): (للَّه در سليم، ما أحسن في الهيجاء لقاءها، وأكثرَ في اللزبات (¬٢) عطاءَها، وأثبت في المكرمات بقاءَها).
قول الآخر:
وَقَالَ نَبيُّ المُسلِمينَ تَقَدَّمُوا ... وَأَحبِبْ إِلَينَا أَنْ نكونَ المُقدَّمَا (¬٣)
---------------
(¬١) هو عمرو بن معدي كرب، كما في الكافية ٢/ ١٠٩٧، وشرح ابن عقيل ٣/ ١٥٧.
(¬٢) اللزبات: الشدائد.
(¬٣) التخريج: البيت للعباس بن مرداس في ديوانه ص ١٠٢، والدرر ٥/ ١٣٤، والمقاصد النحوية ٣/ ٦٥٦، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٤٩، والدرر ٥/ ٢٤٢، ٦/ ٣٢١، وشرح التصريح ٢/ ٨٩، ولسان العرب ١/ ٢٩٢ حبب، والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩٣، وهمع الهوامع ٢/ ٩٠، ٩١، ٢٢٧.
الإعراب: وقال: الواو بحسب ما قبلها، قال: فعل ماض. نبي فاعل مرفوع، وهو مضاف. المسلمين: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم. تقدموا فعل أمر مبني على حذف النون، والواو ضمير في محل رفع فاعل. وأحبب: الواو: حرف استئناف، أحبب: فعل ماض أتى على صيغة الأمر للتعجب إلينا: جار ومجرور متعلقان بأحبب. أن: حرف نصب ومصدري. نكون: فعل مضارع ناقص، واسمه ضمير مستتر تقديره: نحن المقدما: خبر نكون منصوب، والألف للإطلاق والمصدر المؤول من أن وما بعدها في محل رفع فاعل لأحبب.
وجملة (قال): بحسب ما قبلها. وجملة (تقدموا): في محل نصب مفعول به. وجملة (أحبب): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (نكون المقدما): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (وأحبب إلينا أن نكون المقدما) حيث فصل بين فعل التعجب (أحبب) وفاعله الذي هو المصدر المؤول من (أن نكون المقدما) بجار ومجرور (إلينا) معمول لفعل التعجب، وهذا جائز.

الصفحة 109