كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)
وأما الحجازيون: فلا يجيزون فيها إلا الأصل.
ويجوز في فاعلها التوكيد اللفظي كـ (نعم الرجلُ الرجلُ زيد).
ومنع ابن السراج والفارسي: نعته؛ لأن النعت يخصصه، ويقلل شياعه، والمراد به: الجنس على الأشهر.
وأجازه أبو الفتح: لورود السماع به قال الشاعر:
نِعمَ الفَتَى المُرِّيُّ أَنتَ إِذَا هُمُ ... ........................ (¬١)
وقول الآخر:
................ ... لَبِئسَ الفَتَى المَدعُوُّ بالليلٍ حَاتِمُ (¬٢)
---------------
(¬١) التخريح: صدر بيت من الكامل، وعجزه: حَضَرُوا لَدَى الحُجُرَاتِ نَارَ المَوقِدِ وهو لزهير في ديوانه ص ٢٧٥، وخزانة الأدب ٩/ ٤٠٤، ٤٠٧، ٤٠٨، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩١٥، والمقاصد النحوية ٤/ ٢١، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٥/ ٧١.
اللغة: المري: نسبة إلى بني مرة. الحجرات: الغرف أو الجهات.
المعنى. نعم الكريم أنت، يا مطعم الجياع المجدبين القادمين من أصقاع الأرض، فأنت خير مرة على كرمها.
الإعراب: نعم: فعل ماض جامد لإنشاء المدح مبني على الفتحة الظاهرة. الفتى: فاعل مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر. المري: صفة مرفوعة بالضمة الظاهرة. أنت: ضمير رفع منفصل في محل رفع مبتدأ. إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لفعله متعلق بجوابه مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل نعم. هم: ضمير رفع منفصل في محل رفع فاعل لفعل محذوف من نوع الفعل الظاهر. حضروا: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة والواو: ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف: فارقة. لدى: ظرف مكان منصوب بالفتحة وهو مضاف متعلق بالفعل حضروا. الحجرات: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة. نار: مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف. الموقد: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة.
وجملة (نعم الفتى): في محل رفع خبر مقدم. وجملة (هم) مع الفعل المحذوف: في محل جر بالإضافة. وجملة (حضروا): تفسيرية لا محل لها. وجملة (أنت نعم الفتى): ابتدائية لا محل لها.
الشاهد: قوله: (نعم الفتى المري) فقد وصف فاعل الفعل نعم.
(¬٢) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: لعمري وما عمري علي بهين