كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)
والتَّغلِبيُّونَ بئس الفَحلُ فَحلُهُمُ ... فَحلا وَأُمُّهُم زَلَّاءُ مِنطِيقُ (¬١)
فـ (الفحل): فاعل، و (فحلًا): تمييز، و (فحلهم): هو المخصوص بالذم.
و (الزلاء): من الزلل. و (المنطيق): القوية.
وقال المانعون: (فتاة)، و (فحلًا): حال مؤكدة.
وقال بعضهم: إن حصل بالتمييز فائدة على الفاعل .. جاز الجمع بين الفاعل الظاهر والتمييز؛ كـ (نعم الرجل فارسًا زيد)، بخلاف: (نعم الرجل رجلًا زيد)، والتمييز هنا نكرة عامة، فلا يقال: (نعم شمسًا هذه الشمس)؛ لأنه مفرد في الوجود وإن كان مقدر الشياع.
وأجاز أبو الحسن علي بن عصفور: (نعم شمسٌ شمسُ هذا اليوم).
وقوله: (ظهَر): في موضع الصفة لـ (فاعلٍ).
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) التخريج: البيت لجرير في ديوانه ص ١٩٢، والدرر ٥/ ٢٠٨، وشرح التصريح ٢/ ٩٦، وشرح عمدة الحافظ ص ٧٨٧، ولسان العرب ١٠/ ٣٥٥ نطق، والمقاصد النحوية ٤/ ٧، وبلا نسبة في همع الهوامع ٢/ ٨٦.
اللغة: الزلاء: التي لا عجيزة لها. المنطيق: التي تعظم عجيزتها بحَشِيَّة.
وذكر الشارح في الكتاب غير هذا المعنى .. فليتنبّه.
المعنى: يقول: إن التغلبيين ينتسبون إلى أسوأ أبوين، فبئس الرجال فحولة رجال تغلب، والمرأة التغلبية لا عجيزة لها بل تُعظِّمها بحشية.
الإعراب: والتغلبيون: الواو بحسب ما قبلها، التغلبيون: مبتدأ مرفوع بالواو لأنه جمع مذكر سالم. بئس: فعل ماض جامد لإنشاء الذم. الفحل. فاعل مرفوع. فحلهم: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: هو، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. فحلا: تمييز منصوب. وأمهم: الواو استئنافية، أمهم: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف، وهم: ضمير في محل جر بالإضافة. زلاء: خبر المبتدأ مرفوع. منطيق: خبر ثان للمبتدأ.
وجملة (التغلبيون بئس ... ): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (بئس الفحل ... ): في محل رفع خبر المبتدأ وجملة ( ... فحلهم): استئنافية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أمهم زلاء): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (بئس الفحل فحلهم فحلا) حيث جمع بين فاعل بئس وهو الفحل والتمييز وهو فحلًا في كلام واحد.