كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

والكلام هنا على المضاف:
• فإن أضيف للفاعل وذكر بعده المفعول. . وجب نصب المفعول.
• وإن أضيف للمفعول وذكر بعده الفاعل. . وجب رفع الفاعل.
فالأول: منه في القرآن: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ} فـ (الاسم الكريم): مضاف إليه وهو فاعل في المعنى، و (الناسَ): مفعول بالمصدر المضاف.
وكذا قوله عليه الصلاة والسلام: "أخذُ الأمير الهدية سحتٌ، وقبولُ القاضي الرشوة كفرٌ" ذكره السيوطي في "الجامع الصغير".
والثاني: كقوله عليه الصلاة والسلام: "وحجُّ البيتِ من استطاع إليه سبيلًا"، فـ (من) فاعل بالمصدر المضاف، و (البيت): مضاف إليه، وهو مفعول في المعنى، وكقولك: (يعجبني أكل اللحم زيدٌ)، برفع (زيد) كذلك.
وقولُ الشاعرِ:
تَنْفي يَداها الحَصَى فِي كلِّ هَاجِرةٍ ... نَفْيَ الدارهِمِ تنقادُ الصَّيارِيفِ (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: البيت للفرزدق في الإنصاف ١/ ٢٧، وخزانة الأدب ٤/ ٤٢٤، ٤٢٦، وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٥، وشرح التصريح ٢/ ٣٧١، والكتاب ٢/ ٢٨، ولسان العرب ٩/ ١٩٠ صرف، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٢١، ولم أقع عليه في ديوانه، وبلا نسبة في أسرار العربية ص ٤٥، والأشباه والنظائر ٢/ ٢٩، وأوضح المسالك ٤/ ٣٧٦، وتخليص الشواهد ص ١٦٩، وجمهرة اللغة ص ٧٤١، ورصف المباني ١٢، ٤٤٦، وسر صناعة الإعراب ٢/ ٧٦٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٤٧٧، وشرح ابن عقيل ص ٤١٦، ولسان العرب ١/ ٦٨٣ قطرب، ٢/ ٢٩٥ سحج، ٣/ ٤٢٥ نقد، ٨/ ٢١١ صنع، ١٢/ ١٩٩ درهم، ١٥/ ٣٣٨ نفي، والمقتضب ٢/ ٢٥٨، والممتع في التصريف ١/ ٢٠٥.
اللغة: تنفي: تفرِّق، تدفع. الحصى: الحجارة الصغيرة. الهاجرة: اشتداد الحر عند الظهيرة. تنقادَ: من نَقَدَ الدنانير أي نظر فيها ليميز جيدها من رديئها. الصياريف: جمع صيرفي.
المعنى: يقول الشاعر واصفًا ناقته بأنها تفرق الحصى بيديها عند الظهيرة، وقت اشتداد الحر، كما يفرق الصيرفي الدنانير.
الإعراب: تنفي: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل. يداها: فاعل مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف، وها ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. الحصى: مفعول به منصوب بالفتحة المقدرة على الألف للتعذر. في: حرف جر. كل: اسم مجرور بالكسرة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تنفي، وهو مضاف. هاجرة: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

الصفحة 21