كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

فـ (نفي): مصدر مضاف لمفعوله، والفاعل (تنقاد) وهو مصدر كـ (تطلاب).
وقيل: إن هذا النوع الأخير مخصوص بالشعر.
والصحيح: خلافه؛ لوروده في الحديث.
و (الدراهيم): جمع (درهام) لغة: في (درهم)، قالَ الشاعِر:
لَوْ أنَّ عِنْدِي مَائَتَي دِرْهَامِ ... لَجَازَ فِي آفَاقِهَا خَاتَامِي (¬١)
و (الصياريف): جمع (صيرف)، وقياسه: (صيارف) فأشبعت الكسرة فتولدت الياء، وهو كثير في كلامهم؛ كقولهم: (جلاعيد) جمع (جلعد): وهي الناقة.
وقرأ الحسن: (سأوريكم دار الفاسقين)، فأشبع الضمة فتولدت الواو.
وقال الشاعر:
. . . . . . . . . . . . ... كَأَنَّ فِي أَنيَابِهَا القَرَنفُولْ (¬٢)
---------------
= نفي: مفعول مطلق منصوب بالفتحة، وهو مضاف. الدراهم: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
تنقاد: فاعل نفي مرفوع بالضمة الظاهرة، وهو مضاف. الصياريف: مضاف إليه مجرور بالكسرة.
الشاهد: قوله: (نفي الدراهيم تنقاد) حيث أضاف المصدر (نفي) إلى مفعوله (الدراهيم)، ثم أتى بعد ذلك بفاعله (تنقاد).
(¬١) التخريج: بيت من الرجز غير منسوب لأحد، وانظره في الصحاح للجوهري: درهم.
المعنى: لو كنت ممن يملك المال. . لسرى ختمي وتوقيعي في الآفاق.
الشاهد: قوله: (خاتامي)؛ حيث أشبع فتحة التاء. . فتولد عنها ألف.
(¬٢) التخريج: هذا بيت من الرجز المشطور، وقد أنشد ابن منظور في اللسان (ق ر ف ل) رجزين كل واحد منهما يشتمل على هذا البيت مع مغايرة طفيفة، أما أول الرجزين فقول الراجز:
وابأبي ثغرك ذاك المعسول ... كأن في أنيابه القرنفول
وأما الثاني فقول الآخر:
خود أناة كالمهاة عطبُّول ... كأن في أنيابها القرنفول
والقرنفول هو القرنفل الذي ورد في قول امرئ القيس:
إذا التفت نحوي تضوَّع ريحُها ... نسيمَ الصِّبا جاءَت بريَّا القرنفل
يريد الراجز أن يصف ثغر هذه الجارية الناعمة التي يتغزل فيها بأنه طيب الريح جميل النكهة.
الشاهد: قوله: (القرنفول)؛ فإن أصل الكلمة (القرنفل)، فلما اضطر إلى الواو لإقامة الوزن الذي بنى عليه رجزه. . أشبع ضمة الفاء فنشأت الواو عن هذا الإشباع.

الصفحة 22