كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

حيث رفع (عصيرُها)، بـ (كُميت).
ولا يقال: إن الوصف عمل ماضيًا, في نحو: (كان طعامك آكلًا زيد)؛ لأن الأصل: (زيد آكل طعامك)، فلما دخلت (كان). . قصد حكاية التركيب السابق. ذكره ابنُ إياز.
وادعي: أن (كان) هنا: تامة، و (آكلا): حال من زيد.
واللَّه الموفق
ص:
٤٢٩ - وَوَلِيَ اسْتِفْهَامًا أوْ حَرْفَ نِدَا ... أَوْ نَفْيًا أوْ جَا صِفَةً أَوْ مُسْنَدَا (¬١)
ش:
لما كان اسم الفاعل فرع الفعل في العمل. . اشترط أن يعتمد على شيء قبله؛ حتى لا يساوي ما ناب عنه.
فيعتمد:
• إما على استفهام؛ نحو: (أمكرِمٌ أبوك زيدًا الآن أو غدًا؟).
• أو على حرف نداء؛ كـ (يا ضاربًا زيدًا)، و (يا طالعًا جبلًا).
واستشكل بكون حرف النداء من خصائص الأسماء، فكيف يكون مقربًا لاسم الفاعل من الفعل؟ فالمسوغ كونه وصفًا لمقدر؛ أي: (يا رجلًا ضاربًا زيدًا).
لكن قال أبو حيان في شرح هذا البيت: بل هو عنده من مسوغات العمل بدليل قوله بعده:
(وَقَدْ يَكُوْنُ نَعْتَ مَحْذُوْفٍ عُرِفْ ... فَيَسْتَحِقُّ الْعَمَلَ الَّذِي وُصِف)
---------------
(¬١) وولي: فعل ماض، ويحتمل أن تكون الواو عاطفة فيكون معطوفا على كان، ويحتمل أن تكون الواو واو الحال، فالجملة منه ومن فاعله المستتر فيه: في محل نصب حال، وقبلها (قد) مقدرة. استفهامًا: مفعول به لولي. أو: عاطفة. حرف: معطوف على قوله استفهامًا، وحرف مضاف، وندا: قصر للضرورة: مضاف إليه. أو نفيًا: معطوف على استفهامًا. أو: عاطفة. جا: قصر للضرورة: فعل ماض معطوف على ولي، وفيه ضمير مستتر فاعل. صفة: حال من فاعل جاء. أو: حرف عطف. مسندًا: معطوف على قوله صفة.

الصفحة 32