كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

وَكَم مَالِئٍ عَينَيهِ مِن شَيءِ غَيرِهِ ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
أي: (شخص مالئ).
وقوله:
فَيَا مُوقِدًا نَارَا لِغَيرِكَ ضَوؤُهَا ... . . . . . . . . . . . . . (¬٢)
ومنه: (يا طالعًا جبلًا) كما تقدم.
وسبق كلام أبي حيان فيه.
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: إذا راحَ نحوَ الجمرَةِ البيضُ كالدُّمَى
وقائله الشاعر المشهور عمر بن أبي ربيعة المخزومي في بنت مروان بن الحكم، وكانت قد حجت، وباقي القصة في الحلل.
ينظر: الشعر والشعراء (٢/ ٥٥٧)، والبيت في ديوانه (ص ٨)، ورواية سيبويه (١/ ١٦٥)، والأعلم (١/ ٨٣)، والأغاني (١/ ٦٢)، (٨/ ٥٣)، كرواية الديوان، وينظر في التذييل والتكميل (٤/ ٣٨٦)، والجمل للزجاجي (ص ٩٧)، وأمالي المرتضي (ص ٥٠٦)، والكامل للمبرد (٢/ ١٠).
ويروى (البيض) بالرفع وهو المشهور، ويروى (البيضِ) بالخفض على البدل من (شيء)، كأنه قال: وكم مالئ عينيه من البيض كالدمى.
اللغة: من شيء غيره: يعني نساء غيره، الجمرة: موضع رمي الجمار بمنى، وسميت جمرة العقبة، والجمرة الكبرى، وهي تلي مكة من آخر منى، والبيض: النساء البيض، والدمى: جمع دمية، الصور، تشبه النساء بها، لما يبذل في تحسينها، ولما لهن من الوقار.
والمعنى: وكم مالئ عينيه من النظر إلى نساء غيره الجميلات، إذا راح لرمي الجمرة بمنى.
الشاهد: قوله: "وكم مالئ عينيه من شيء غيره"؛ حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله: (مالئ) عمل فعله، فنصب به (عينيه) اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: شخص مالئ.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: ويا حاطبًا في غير حبلك تحطب
وهو بلا نسبة في تذكرة النحاة ص ٧٢٧؛ والدرر ٣/ ١٨؛ وهمع الهوامع ١/ ١٧٢.
الشاهد: قوله: (موقدًا نارًا) حيث أعمل اسم الفاعل المنون، وهو قوله: (موقدا) عمل فعله، فنصب به (نارًا) اعتمادًا على الموصوف المقدر، والتقدير: رجلًا موقدًا.

الصفحة 35