كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)
وأجاز الفراء وابن الأنباري: أن ينصب بعد العلم بلا تأويل.
وكذا بعد الخوف عند الفراء.
* وإذا وقعت بعد الظن:
* جاز النصب -وهو الأرجح- على أنها مصدرية ثنائية لفظًا ووضعًا.
* والرفع على أنها مخففة ثنائية لفظًا, ثلاثية وضعًا؛ كما قال: (وَالَّتِي مِنْ بَعْدِ ظَنّ فانْصِبْ بِهَا, وَالرَّفْعَ صَحِّحْ وَاعْتَقِدْ تَخْفِيْفَهَا مِنْ أَنَّ) مع الرفع.
وقرئ بهما في قوله تعالى: {وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ}.
* ونقل اللحياني عن بعض بني صياح أن بعضهم: يجزم بـ (أن)؛ كقوله:
................ ... تعالَوْا إلى أنْ يَأْتِنا الصيدُ نَحْطِبِ (¬١)
وقوله:
أُحاذِرُ أنْ تَعْلَمْ بِها فَتَرُدَّها ... ......................... (¬٢)
وقيل: ضرورة.
* وتكون مفسرة بمنزلة (أي) فلا تعمل, وشرط المفسرة: أن تسبق بجملة فيها معنى القول دون حروفه، ويتلوها أيضًا جملة؛ نحو: (كتبتُ إليه أن يفعل).
وهي مفسّرة في قوله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ}.
---------------
(¬١) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: إذا ما غَدَوْنا قالَ وِلدانُ أَهْلِنا
وهو لامرئ القيس في ملحق ديوانه ص ٣٨٩، وخزانة الأدب ٤/ ٢٩٢، وسمط اللآلي ص ٦٧، وشرح شواهد المغني ص ٩١، والمحتسب ٢/ ٢٩٥، وبلا نسبة في أمالي المرتضى ٢/ ١٩١، والجنى الداني ص ٢٢٧، وجواهر الأدب ص ١٩٢، ومغني اللبيب ص ٣٠.
الشاهد: قوله: (أن يأتنا)، حيث جزم بأن على لغة بعض بني صياح.
(¬٢) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فتَتْرُكَها ثِقْلا عليَّ كما هِيا
وبيت الشاهد في المغني (ص ٣٠)، وشرح شواهده (ص ٩٨)، والهمع (٢/ ٣)، والدرر (٢/ ٣)، والأشموني (٣/ ٢٨٥).
الشاهد: قوله: (أن تعلمْ)، حيث جزم بأن على لغة بعض بني صياح.