كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

وقد غلط من جعلها مفسرة فى قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} إذ لم تسبق بجملة.
وأجاز بعضهم تفسير القول الصريح بها، وجعل منه: {مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ} وسبق في أول عطف البيان.
ولا يذكر مع المفسرة حرف؛ لأنها بمعنى (أي) كما ذكر.
وقال القواس ما معناه: أنه لا يقال: (أشرت إليه بأن قم) على كونها مفسرة؛ لأن الباء متعلقة بالفعل، فهي من صلته، و (أن) مصدرية لا مفسرة.
* وعن الكوفيين: إنكار المفسرة.
* وتكون (أن) بمعنى (إذ)، وجُعل منه قوله تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} وهو للكوفيين.
وقال البصريون: مفعول له؛ أي: (لأن جاءه الأعمى).
وهي بمعنى إذ في قوله:
أَتَغضَبُ أَن أُذْنَا قُتَيْبَة حُزَّتَا ... ............... (¬١)
وقال المبرد: مخففة.
وضعفه بعضهم، قال: لكونها لم تسبق بعلمٍ ولا بـ (ظن).
وفيه نظر؛ إذ هي مخففة على المشهور في قوله تعالى: {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
* وبمعنى (لئلا) نحو: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا}.
وقيل تقديره: (كراهة أن تضلوا).
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: جِهارًا ولم تَغْضَبِ لقَتْلِ ابن خازِمِ
وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣١١، والأزهية ص ٧٣، وخزانة الأدب ٤/ ٢٠، ٩/ ٧٨، ٨٠، ٨١، والدرر ٤/ ٥٨، وشرح شواهد المغني ١/ ٨٦، والكتاب ٣/ ١٩١، ومراتب النحويين ص ٣٦، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٢١٨، والجنى الداني ص ٢٤٤، وجواهر الأدب ص ٢٠٤، ومغني اللبيب ١/ ٢٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٩.
الشاهد: قوله: (أن أذنا) حيث جاء (أن) بمعنى (إذ).

الصفحة 532