كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

أو بعد استفهام؛ نحو: (أضربًا زيدًا؟).
وهو الناصب بنفسه عند سيبويه، وصححه في "التسهيل".
وقيل: بالفعل المحذوف العامل في (ضربًا)، وصححه في "شرح القطر".
وأجاز المبرد والسيرافي والمصنف: تقديم معموله عليه؛ نحو: (زيدًا ضربًا). وفيه ضمير مستتر؛ لأنه بمنزلة (اضرب).
• الثاني: وهو المراد هنا: أن يعمل مقدرًا بفعل وحرف مصدري؛ نحو: (أن)، و (ما)؛ ليقوي شبهه بالفعل، فيقدران إذا أريد به المضي أو الاستقبال؛ كـ (أعجبني ضربك زيدًا أمس)، و (يعجبني ضربك زيدًا غدًا)، التقدير: (أن ضربت زيدًا أمس)، و (أن تضرب زيدًا غدًا).
وتقدر (ما) إذا أريد به الحال؛ كـ (عجبت من ضربك زيدًا الآن)؛ أي: (مما تضرب زيدًا الآن).
ويمتنع هنا تقدير (أن)؛ لأن مصحوبها لا يكون حالًا كما سبق في أفعال المقاربة، فلا تقول: (يعجبني ضرب زيد عمروًا الآن) على أن التقدير: (أن يضرب الآن).
وتساويهما (أن) المخففة كما في "التسهيل"؛ كـ (علمت ضربك زيدًا)؛ أي: (أن قد ضربت زيدًا).
ولا يعمل المصدر مصغرًا, ولا مجموعًا, ولا محذوفًا, ولا مفصولًا من معموله,
---------------
= المعنى: يضرع الشاعر إلى ربه, ويقول: يا من يقبل التوبة من عباده، اغفر لي الذنوب التي اقترفتها؛ لأنني شديد الخوف من عقابك.
الإعراب. يا: حوف نداء. قابل: منادى منصوب، وهو مضاف. التوب: مضاف إليه مجرور. غفرانًا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: اغفر غفرانًا. مآثم: مفعول به لغفرانًا منصوب. قد: حرف تحقيق. أسلفتها: فعل ماضٍ، والتاء: ضمير متصل في محل رفع فاعل، وها ضمير متصل في محل نصب مفعول به. أنا: ضمير منفصل مبني في محل رفع مبتدأ. منها: جار ومجرور متعلقان بخائف. خائف: خبر المبتدأ مرفوع. وجل: خبر ثان مرفوع.
وجملة النداء: ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أسلفتها): في محل نصب نعت (مآثم). وجملة (أنا خائف): استئنافية لا محل لها من الإعراب، أو في محل نصب نعت (مآثم).
الشاهد: قوله: (غفرانًا مآثم) حيث ناب المصدر غفرانًا مناب فعل الدعاء فنصب مفعولًا به مآثم، والتقدير: اغفر غفرانًا.

الصفحة 6