كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

الفاء: لـ (حسن حُسْنًا)، و (قبح قُبْحًا)، و (قرُب قُرْبَا).
ولهذا جعله عبد الرحمن الزجاجي وعلي بن عصفور: قياسًا.
وذهب الأخفش والفراء: إلى أن المصدر يأتي على وزن (مفعول)، محتجين بما سمع من ذلك؛ كقول بعض العرب: (أمهِلهُ من معسورِه إلى ميسورِهِ)، وقول الآخر:
. . . . . . . . . . . . . ... إِنَّ أَخَا المَجلُودِ مَن صَبَرا (¬١)
وأنكر ذلك سيبويه.
وقال عبد اللَّه بن البري شيخ عيسى بن يحيى الجزولي: لم يأت من المصادر على مفعول إلا ستة ألفاظ.
(معقود)، و (مجلود)، (معسور)، (ميسور)، (معقول)، (محصول).
وجاء على (مفعُل) بضم العين: كـ (معوُن)، و (مكرُم)، و (مهلُك)، و (ميسُر).
وقرأ ابن عباس -وقيل عطاء-: بضم السين والإضافة: في قوله تعالى (فنظرةٌ إلى ميسُرِهِ) بالهاء.
- ويقل مجيء المصدر على (فاعلة)؛ كـ (العافية) بمعنى: المعافاة، و (الباقية) بمعنى: البقاء، و (الكاذبة) بمعنى: الكذب.
- وعلى (فاعل)؛ كـ (الباطل) وكل ما كان من المصادر السماعية على (تَفعال) فهو بفتح التاء؛ نحو: (تذكار)، و (تطواف)، و (ترحال)، و (ترداد)، و (تعداد).
قال في "الصحاح": ولم تكسر التاء سوى في (تِبيان) و (تِلقاء)، وسبق الفرق بين المصدر واسم المصدر في المفعول المطلق.
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) التخريج: الشطر من البسيط، وهو بلا نسبة في تاج العروس ٧/ ٥٠٩ (جلد)؛ ولسان العرب ٣/ ١٣٦ (جلد).
الشاهد: قوله: (المجلود)؛ حيث ذهب الأخفش والفراء: إلى أن المصدر يأتي على وزن (مفعول)، وأنكر ذلك سيبويه.

الصفحة 60