كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)
سبق على مذهب البصريين؛ أي: (العبد له).
- والنصب: على التشبيه بالمفعول.
- والجر: على الإضافة.
والضمير في هاتين الصورتين مستتر في (مضروب)، عائد على (زيد) بطريق المجاز؛ لأن زيدًا ليس مضروبًا في الحقيقة.
وأجاز الأخفش: صوغها من المتعدي إلى واحد بحرف جر، فتقول في: (مررت برجل سار أبوه بزيد)، (مررت برجل سار الأبُ بزيد)، وصححه ابن عصفور.
وأجاز بعضهم: صوغها من المتعدي بنفسه إلى واحد؛ نحو: (هذا ضارب الأب زيدًا)، يريد: (ضارب أبوه زيدًا).
وقيد: بأمن اللبس، ونسب للمصنف إجازة ذلك وفاقًا للسيرافي.
وأجازه قوم: بشرط حذف المفعول؛ كـ (هذا ضارب الأب).
واختاره ابن عصفور وابن أبي الربيع، ومنه قولُ الشاعرِ:
مَا الرَّاحِمُ القَلبِ ظَلَّامًا وَإِن ظُلِمَا ... . . . . . . . . . . . . (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: وَلا الكَريم بمَنَّاع وَإِنْ حُرِمَا
وهو بلا نسبة في الدرر ٥/ ٢٩٤، والمقاصد النحوية ٣/ ٦١٨، وهمع الهوامع ٢/ ١٠١.
اللغة: الراحم: العطوف والرؤوف. الكريم: السخي. منَّاع: البخيل الذي يمنع خيره.
المعنى: يقول: إن من كانت شيمته الرحمة والرأفة بالناس. . لا يظلمهم وإن ظلموه أو أساؤوا إليه، وكذلك من كان سخيًا. . لا يمنع عطاءه عن الناس، أو يحرمهم وإن هم حرموه.
الإعراب: ما: نافية تعمل عمل ليس. الراحم. اسم ما مرفوع، وهو مضاف. القلب: مضاف إليه مجرور. ظلامًا: خبر ما منصوب. وإن الواو: حرف عطف، إلى: حرف شرط جازم. ظلما: فعل ماضٍ للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله: ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هو، وجواب الشرط محذوف. ولا: الواو: حرف عطف، ولا: زائدة لتأكيد النفي. الكريم: معطوف على الراحم مرفوع على أنه اسم ما. بمناع: الباء: حرف جر زائد، ومناع: اسم مجرور لفظًا منصوب محلًّا على أنه خبر ما. وإن. الواو: حرف عطف، وإن: حرف شرط جازم. حُرما: فعل ماض للمجهول، وهو فعل الشرط، والألف للإطلاق، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (ما الراحم): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (ظُلما): في محل جزم فعل الشرط، =