كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 3)

تنبيه:
(ما) في (ما أحسن زيدًا): مبتدأ نكرة تامة، عند سيبويه، بمعنى: شيء.
وسوغ الابتداء بها: تضمينها معنى التعجب، وهو من المسوغات كما علم.
وقيل: قصد الإبهام.
و (أحسِن): فعل ماض، وفيه ضمير يعود على المبتدأ، و (زيدًا): منصوب بأحسِن، والجملة خبر.
والأخفش: (ما) موصولة مبتدأ، و (أحسَنَ) صلتها، والخبر محذوف؛ أي: الذي أحسَن زيدًا شيء عظيم.
أو نكرة ناقصة مبتدأ، و (أحسَنَ) في موضع رفع صفة لها، والخبر محذوف كما سبق.
وقيل: إنها في قوة الموصوفة فهي مبتدأ، و (أحسَن) خبره، التقدير: شيء عظيم حسن زيدًا، كما قالوا في: (شرٌّ أهرَّ ذا ناب): أن تقديره: (شيء عظيم أهر ذا ناب).
والفراء وابن درستويه: إن (ما) استفهامية ودخل الكلام معنى التعجب.
قال الفراء قولنا: (ما أحسنَ عبدَ اللَّه)، الأصل: (ما أحسنُ عبدِ اللَّه؟)، برفع (أحسن)، وجر (عبد)، ثم إنهم عدل عن الاستفهام إلى الخبر فغيروا: (أحسنَ) وفتحوا، ونصبوا (عبدَ اللَّه) فرقًا بين الخبر والاستفهام.
وعن الكسائي: إن (ما) لا موضع لها من الإعراب، والهمزة في (ما أفعله) للتعدية، لازمًا كان الفعل في الأصل كظرف، أو عرض له اللزوم، كـ (ضرب).
والصحيح: مذهب سيبويه.
والصحيح: أن (أفعل) في (ما أحسنه): فعل ماض؛ للزوم نون الوقاية؛ نحو: (ما أفقرني إلى عفو اللَّه)، و (ما أرغبني في رحمته).
وخالف ابن عصفور: في لزوم النون هنا.
وذهب الكوفيون: إلى أنه اسم، في قول الشاعرِ:
يَا مَا أميْلِحَ غِزْلَانًا شَدَنَّ لنا ... . . . . . . . . . . . . (¬١)
---------------
(¬١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: مِن هَؤُلَيّاءَ بَينَ الضالِ وَالسَّمرُ
وهو للمجنون في ديوانه ص ١٣٠، وله أو للعرجي أو لبدوي اسمه كامل الثقفي أو لذي الرمة أو =

الصفحة 96