كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

• فإن لم يثبت لذلك المعدود جمع قلة .. جيء بالكثرة ضرورة؛ كـ (ثلاثة رجال)، و (خمسة قلوب، ودراهم، وثعالب).
• ولا يضاف واحد ولا اثنان؛ استغناء بإفراد التمييز وتثنيته؛ فلا يقال: (واحد درهم)، و (لا اثنا درهم)، بل يقال: (درهم أو درهمان).
وأما قوله:
كَأَنَّ خَصيَيْهِ مِنَ التَّدَلْدُلِ ... ظَرفَ عَجُوزٍ فِيهِ ثِنتَا حَنظَلِ (١)
وَلا دَلْوَ إلا القَعْبُ كَانَ رِشَاءَهُ ... إِلَى الماءِ نِسْعٌ والجَدِيلُ المُضَفَّرُ
فَسَافَتْ وَمَا عَافَتْ وَمَا رَدَّ شُرْبَهَا ... عَنِ الرَّيِّ مَطْرُوقٌ مِنَ الماءِ أكْدَرُ
قال العيني في "شرح المقاصد النحوية" ١/ ٣٠٦ - ٣٠٨ بعد أن ذكر القصيدة بتمامها:
وإنما سقت هذه القصيدة بكمالها وإن كان قد طال بها الكتاب من وجوه:
• الأول: فيها أبيات كثيرة يستشهد بها في كتب النحو؛ ولا سيما فيما نحن بصدده.
• الثاني: لحسنها ورياقتها ما أردت إخلالها.
اللغة: والإعراب: مجني، المجن: أصله الترس وجمعه مجان، ويريد به هنا: ما يتقي به الرقباء، أتقي: أجانب وأحذر. شخوص: جمع شخص، وأصله الشبح الذي يرى من بعد، والمراد هنا: الإنسان. كاعبان: مثنى كاعب، وهي الجارية حين يبدو ثديها. مُعصِر: الجارية أول ما تدرك وتدخل عصر الشباب.
والمعنى: كان سِتري وحصني دون من كنت أتقيه وأخافه من الرقباء، هؤلاء الثلاثة اللواتي مشيت بينهن متنكرا وساعدنني على ذلك.
الإعراب: فكان: الفاء بحسب ما قبلها، كان: فعل ماض ناقص. مجني: خبر كان مقدم. دون: منصوب على الظرفية به؛ لما فيه من معنى الواقي. من: اسم موصول مضاف إليه، كنت أتقي: الجملة صلة الموصول؛ والعائد محذوف؛ أي: أتقيه ثلاث: اسم كان مؤخر. وشخوص: مضاف إليه. كاعبان: بدل من ثلاث. ومعصر: معطوف عليه.
الشاهد: قوله: (ثلاث شخوص)؛ إذ الأصل أن يكون مميز ثلاث وأخواتها: مما يدل على جمع القلة، وجاء هذا البيت على خلاف الأصل.
(١) التخريج: الرجز لخطام المجاشعي، أو لجندل بن المثنى، أو لسلمى الهذلية، أو للشماء الهذلية في خزانة الأدب ٧/ ٤٠٠، ٤٠٤، ولجندل بن المثنى، أو لسلمى الهذلية في المقاصد النحوية ٤/ ٤٨٥، ولخطام المجاشعي، أو لجندل بن المثنى، أو لسلمى الهذلية، أو للشماء الهذلية في الدرر ٤/ ٣٨، ولجندل بن المثنى في شرح التصريح ٢/ ٢٧٠، وللشماء الهذلية في خزانة الأدب ٧/ ٥٢٦، ٥٢٩، ٥٣١، وبلا نسبة في إصلاح المنطق ص ١٨٩، وخزانة الأدب

الصفحة 102