كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

(ثلاث عنس، وربعات، وقتلى).
و (العانس): من بلغ حد التزوج ولم يتزوج، ذكرًا كان أو أنثى.
وفي القرآن: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}؛ أي: (عشر حسنات أمثالها) فلم يؤت بالتاء في (عشر)؛ لأن الموصوف مؤنث، وإنما جاز (عشر حسنات)، ولم يجز نحو: (ثلاث هندات) كما سبق؛ لأن نحو: (هندات) و (زيدين) واحده علَم.
بخلاف نحو: (حسنات)، و (ضربات)، و (أربع شهادات)، و (خمس صلوات). . فيجوز كما ثبت به السماع.
وقرأ الحسن وسعيد بن جبير والأعمش: (فله عشرٌ) منونًا؛ أي: (فله حسنات عشرٌ أمثالها)، ذكره مكي.
وقالوا: (ثلاثة أنفس) مع أن النفس مؤنثة.
فأجيب: بأن (النفس) كثر استعمالها مقصودًا بها شخص، فجعل عددها بالتاء لأجل ذلك، وكأنه قيل: (ثلاثة أشخاص).
وحكى يونس: أن رؤبة الشاعر قال: (ثلاث أنفس) مراعاة لتأنيث اللفظ.
والبغداديون: يعتبرون لفظة الجمع المؤنث بالتاء وإن كان واحده مذكرًا. . فيجوز عندهم: (ثلاث إصطبلات).
والوجه: اعتبار المفرد؛ كـ (ثلاثة إصطبلات) كما هو ظاهر المتن.
وربما نصب تمييز (ثلاثة) ونحوها، كقولهم: (خمسةٌ أثوابًا) بتنوين (خمسة).
• وإن كان المنوّن اسم جنس، أو اسم جمع. . جُرَّ بـ (مِن):
فالأول، نحو: {أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْر}، و (ثلاث من الغنم)، و (خمس من النخل).
والتاني: (ثلاثة من القوم)، و (أربعة من الرهط أو من النفر)، و (خمس من الزود أو من الإبل).
• وتسقط التاء مع المؤنث، وتثبت مع ضده.
وفي "الصحاح": أن (قوم) و (رهط) و (نفر) مما هو للآدميين: يذكر ويؤنث.
• قد يضاف العدد لاسم الجمع، كقوله تعالى: {وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ}.
وقول الشيخ: (ثلاثةً): مفعول، لقوله: (قُلْ)؛ لأنه بمعنى اذكر.

الصفحة 104