كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وقيل: أريد مجرد اللفظ، وهو جائز كما سبق في (ظننت) وأخواتها.
واللَّه الموفق
ص:
٧٢٨ - وَمِائَةً وَالأَلْفَ لِلْفَرْدِ أَضِفْ ... وَمِائَةٌ بِالْجَمْعِ نَزْرًا قَدْ رُدِفْ (¬١)
ش:
سبق أن ثلاثة إلى عشرة تضاف للجمع.
وذكر هنا أنا (المائة) و (الألف) يضافان للمفرد؛ ليطابق لفظهما، وفي القرآن: {بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ}، {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا}.
وأما دخول (أل) على المضاف في قول أبي هريرة رضي اللَّه تعالى عنه: "فلما قدم. . جاءه بالألف دينار":
فقيل: زائدة.
وقيل: تقديره: (بالألف ألف دينار) فحذف (ألف) وهو بدل من (الألف).
وعن ابن كيسان: (المائة درهمًا، والألف دينارًا).
وأشار بقوله: (وَمِائَةٌ بِالْجَمْعِ نَزْرًا قَدْ رُدِفْ) إلى أن (مائة) أضيفت للجمع قليلًا، كقراءة الأخوين (¬٢): {وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ}، بإضافة (مائة) لـ (سنين).
---------------
(¬١) ومائة: مفعول تقدم على عامله، وهو قوله: أضف الآتي. والألف: معطوف على مائة. للفرد: جار ومجرور متعلق بقوله: أضف الآتي. أضف: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. ومائة: مبتدأ. بالجمع: جار ومجرور متعلق بقوله ردف الآتي. نزرا: حال من الضمير المستتر في قوله: ردف. رُدف: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو يعود إلى مائة الواقع مبتدأ، والجملة من الفعل -الذي هو ردف- ونائب فاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.
(¬٢) سنذكر للفائدة رواة القراءات وبعض المصطلحات في كتب القراءات؛ ليكون هذا معينًا على معرفة القارئ الإمام.
ابن كثير: راوياه: البزي، وقنبل.
نافع: رواياه: قالون، وورش.
أبو عمرو بن العلاء: راوياه الدوري، والسوسي، عن يحيى اليزيدي عنه.
ابن عامر: راوياه: هشام، وابن ذكوان.

الصفحة 105