كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

والقياس: (مائتي عام).
ويقال: (ثلاث مائة)، و (أربع مائة) من غير تاء؛ لأن (مائة) مؤنث.
وتثبت في نحو: (ثلاثة ألاف)، و (عشرة آلاف)؛ لأن (الألف) مذكر، قال تعالى: {أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ}.
وأبو حيان في "الارتشاف" قرأ الحسن: (بثلاثةِ ألفٍ).
وكان القياس أن يقال: (ثلاث مئات أو مئِين) إلى (تسع مائة)، لما تقدم من أن (ثلاثة) ونحوها لا تضاف إلا لجمع؛ لكن حيث طال الكلام. . أضافوها إلى المفرد، وأضافوا المفرد للجمع، فقالوا: (ثلاث مائة دواهم)، وكان القياس: (ثلاث مئات من الدراهم) ونحو ذلك.
وقيل: عدلوا عن ذلك لثقل الجمع والكسرة في (مئات).
وجاء على الأصل قوله:
ثَلَاث مِئِينَ لِلمُلُوكِ وَفَى بِهَا ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
---------------
= اللغة: الفتاء: الفتوّة.
المعنى: إذا كبر الإنسان فى السنّ. . ذهبت لذاذته وفتوّته.
الإعراب: إذا: ظرف زمان يتضمّن معنى الشرط خافض شرطه متعلّق بجوابه. عاش: فعل ماضٍ. الفتى: فاعل مرفوع. مئتين: مفعول فيه ظرف زمان منصوب بالياء لأنه مثنّى متعلق بالفعل عاش. عامًا: تمييز منصوب. فقد: الفاء: واقعة في جواب الشرط، وقد: حرف تحقيق. ذهب: فعل ماضٍ. اللذاذة: فاعل مرفوع. والفتاء: الواو: حرف عطف، والفتاء: معطوف على اللذاذة مرفوع.
وجملة (إذا عاش. . .): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (عاش. . .): في محلّ جرّ بالإضافة. وجملة (ذهب): جواب شرط غير جازم لا محلّ لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: (مئتين عامًا)؛ حيث أفرد الاسم المميز عامًا ونصبه بعد مئتين، وكان الوجه حذف نون مئتين وخفض ما بعدها، إلَّا أنّها شبّهت للضرورة بالعشرين ونحوها مما تثبت نونه، وينصب ما بعده.
(¬١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: رِدائي وجَلّتْ عنْ وُجوهِ الأهاتِمِ
وهو للفرزدق في ديوانه ٢/ ٣١٠، وخزانة الأدب ٧/ ٣٧٠ - ٣٧٣، وشرح التصريح ٢/ ٢٧٢، ولسان العرب ١٤/ ٣١٧ (ردى)، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٠، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢/ ٦٢٢، وشرح عمدة الحافظ ص ٥١٨، والمقتضب ٢/ ١٧٠.

الصفحة 107