كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

أي: (وكان قد زالت).
وإنما كانت لنفي (قد فعل)؛ لأن (قد) تقرب الماضي للحال، والنفي بـ (لما) متصل بالحال كما سبق.
وقد يفصل بين الجازم والفعل؛ كقوله:
فَذَاك وَلم إِذا نَحْنُ امتَرَينَا ... تَكُنْ فِي النَّاسِ يُدْرِكْكَ المِرَاءُ (¬١)
ففصل بين (لم) و (يكن).
وقول الآخر:
................ ... كَأَنْ لَمْ سِوَى أَهلٍ مِنَ الوَحشِ تُؤهَلِ (¬٢)
---------------
اللغة: أزف: دنا. الترحل: الرحيل. الركاب: المطايا. لما تزل: لم تفارق بعد. الرحال: ما يوضع على ظهر المطية لتركب. كأن قد: أي كأن قد زالت لاقتراب موعد الرحيل.
المعنى: يقول: قرب موعد الترحل ومفارقة الديار، ولكن الإبل لم تزل فيها، وكأنها قد فارقتها لقرب وقت الارتحال.
الإعراب: أزف: فعل ماض. الترحل: فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة. غير: مستثنى منصوب بالفتحة، وهو مضاف. أن: حرف مشبه بالفعل. ركابنا: اسم أن منصوب بالفتحة، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. لما: حرف جزم. تزل: فعل مضارع مجزوم بالسكون، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره هي. برحالنا: الباء حرف جر، ورحالنا: اسم مجرور بالكسرة، وهو مضاف، ونا ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. والجار والمجرور متعلقان بالفعل تزل. وكأن: الواو حرف عطف، كأن: حرف مشبه بالفعل مخفف من كأن، واسمه ضمير شأن محذوف. قد: حرف تحقيق مبني على السكون، وحرك بالكسر للضرورة الشعرية، وقد حذف مدخوله، تقديره: قد زالت.
وجملة (أزف الترحل): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (أن ركابنا ... ): في محل جر بالإضافة. وجملة (لما تزل برحالنا): في محل رفع خبر أن. وجملة (كأن قد): معطوفة على جملة لما تزل. والجملة المحذوفة في محل رفع خبر كأن.
الشاهد فيه قوله: (وكأنْ قدِ) حيث حذف الفعل بعد (قد) جوازًا، والأصل: وكأن قد زالت.
(¬١) التخريج: البيت من الوافر، وهو بلا نسبة في خزانة الأدب ٩/ ٥، وجواهر الأدب ص ٢٥٦، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٦، وشرح شواهد المغني ص ٦٧٨، ومغني اللبيب ص ٢٧٨.
اللغة: امترينا: تجادلنا، والمراء: الجدال.
الشاهد: قوله: (وَلم إِذا نَحن امترينا تكن)، حيث فصل بين (لم) ومجزومها بالظرف اضطرارًا.
(¬٢) التخريج: عجز بيت من الطويل، وصدره: فأضحت مغانيها قفارا رسومها

الصفحة 11