كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

• وإذا قصد تعويف المركب. . يقال: (الأحد عشر درهمًا)، و (الخمسة عشر درهمًا) بتعريف الأول فقط.
• وقد تدخل على الأول والثاني بضعف؛ نحو: (الأحد العشر درهمًا)، وهو للكوفيين.
• وعلى (الثلاثة بقبح)، وهو للكسائي والبغداديين.
وعن الكوفيين: تعويف الأول في نحو: (الخمسة الدراهم) بالجر قياسًا على (الحسن الوجه)، وغيرهم يقول: (خمسة الدراهم).
وأجاز الفراء في (خمسة عشر) ونحوه إعراب المتضايفين فيكون الصدر على حسب العامل والعجز مجرورًا لا غير، ومنه قول الشاعر:
كُلِّفَ مِن عَنَائِهِ وَشِقوَتِه ... بِنتَ ثَمَانِي عَشرَةٍ مِن حِجَّتِه (¬١)
بجر (عشرة) منونًا.
وفي "الشاطبية" أيضًا نحو هذا؛ كقوله رحمه اللَّه:
---------------
(¬١) التخريج: الرجز لنفيع بن طارق في الحيوان ٦/ ٤٦٣؛ والدرر ٦/ ١٩٧؛ وشرح التصريح ٢/ ٢٧٥؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٤٨٨؛ وبلا نسبة في لسان العرب ١٤/ ٤٣٨ (شقا)؛ والإنصاف ١/ ٣٠٩؛ وأوضح المسالك ٤/ ٢٥٩؛ وخزانة الأدب ٦/ ٤٣٠؛ وشرح الأشموني ٣/ ٦٢٧؛ وهمع الهوامع ٢/ ١٤٩؛ وتهذيب الغلة ٩/ ٢٠٩؛ والمخصص ١٤/ ٩٢، ١٧/ ١٠٢.
اللغة: كُلِّف: ماض للمجهول -بالتشديد من التكليف- وهو تحمل ما فيه كلفة مشقة. وقرئ: كَلِفَ -من الكَلَف- يقال: كلف بكذا؛ أي: أولع به. عنائه: العناء معناه: التعب والجهد. شقوته: عسره. من حجته: من عامه ذلك.
المعنى: إن هذا الرجل تحمل وتكلف -لأجل تعبه وشقائه- مشقة حب بنت سنها ثماني عشرة في عامه ذلك.
الإعراب: كُلِّف: فعل ماض للمجهول. من عنائة: من للتعليل، عنائه مجرور ومضاف إلى الهاء. وشقوته: معطوف على عنائه. بنتَ: مفعول ثان لكلف. ثماني عشرة: ثمان مضاف إليه وهو مضاف إلى عشرة. من حجته: من جارة بمعنى في، وحجته مجرورة بها.
الشاهد: قوله: (ثماني عشرةٍ) فقد استشهد به الكوفيون على جواز إضافة صدر المركب العددي إلى عجزه، وإن لم يضف المجموع إلى شيء آخر؛ فقد أضيف ثماني إلى عشرة مع عدم إضافتها إلى غيرها كما في خمس عشرة محمدٍ.

الصفحة 112