كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

وَفِي اللامِ للتَّعريفِ أَربَعُ عَشرَةٍ ... . . . . . . . . . . . . . (¬١)
برفع (أربع) على الابتداء، وجر (عشرة) مضافًا إليه.
• وقد تسكن عين (عشر) لاستثقال توالي الحركات؛ كقراءة يزيد بن القعقاع: (إني رأيت أحد عشْر).
وقرأ هبيرة: (اثنا عشْر شهرًا) بالسكون أيضًا.
قال في "الكافية":
وَبَعضُهُمْ سَكَّنَ عَينَ عَشَرْ ... مِنْ بَعدِ فَتحٍ وَمَعَ اثنَا قَدْ نَدَرْ
تنبيه:
سبق أن (أحد) أصله: (وَحَد)، فهمزته منقلبة عن واو.
وقد جاء على الأصل قوله:
. . . . . . . . . . . . . ... . . . . . عَلَى مُستَأنِسٍ وَحْدِ (¬٢)
أنشده ابن بابشاذ قال:
- وهذه هي التي تستعمل في قولك: (كل أحدٍ في الدار)، وجمعها: (آحاد).
- وأما التي تستعمل بعد النفي؛ نحو: (ما جاء من أحد). . فهمزته أصلية غير مبدلة، ولا يجمع ولا يستعمل في العدد، ولا في الواجب. انتهى.
فعلم: أن التي في العدفى همزتها عن واو.
واللَّه الموفق
---------------
(¬١) انظر الوافي في شرح الشاطبية ص (١٨٩)، البيت رقم (٤٠٧).
(¬٢) التخريج: جزء بيت من بحر البسيط، وهو بتمامه:
كَأَنَّ رَحْلِي وَقَدْ زَالَ النَّهَارُ بنَا ... بِذِي الجَلِيلِ عِلِى مُسْتانِسٍ وَحدِ
وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٧؛ وَالأزهية ص ٢٨٥؛ وخزانة الأدب ٣/ ١٨٧؛ والخصائص ٣/ ٢٦٢؛ وشرح المفصل ٦/ ١٦؛ ولسان العرب ٣/ ٤٥٠ (وحد)، ٥/ ٢٣٧ (نهر)، ٦/ ١٥ (أنس)، ١١/ ٣١٥ (زول).
الشاهد: قوله: (وحد) حيث استعمل (أحد) على أصله الذي هو الواو.

الصفحة 113